60067891011123456789101112345678

الإحصائيات

سورة العاديات
ترتيب المصحف100ترتيب النزول14
التصنيفمكيّةعدد الصفحات0.45
عدد الآيات11عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع0.00
ترتيب الطول65تبدأ في الجزء30
تنتهي في الجزء30عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
القسم: 16/17_
سورة القارعة
ترتيب المصحف101ترتيب النزول30
التصنيفمكيّةعدد الصفحات0.50
عدد الآيات11عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع0.20
ترتيب الطول96تبدأ في الجزء30
تنتهي في الجزء30عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
الجمل الخبرية: 19/21_
سورة التكاثر
ترتيب المصحف102ترتيب النزول16
التصنيفمكيّةعدد الصفحات0.40
عدد الآيات8عدد الأجزاء0.00
عدد الأحزاب0.00عدد الأرباع0.10
ترتيب الطول101تبدأ في الجزء30
تنتهي في الجزء30عدد السجدات0
فاتحتهافاتحتها
الجمل الخبرية: 20/21_

الروابط الموضوعية

المقطع الأول

من الآية رقم (10) الى الآية رقم (11) عدد الآيات (2)

= وظهورِ ما كانتْ تخفيه الصدورُ يومَ الحسابِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثاني

من الآية رقم (1) الى الآية رقم (11) عدد الآيات (11)

بيانُ أهوالِ القيامةِ وشدائدِها، فالنَّاسُ كالفراشِ المنتشرِ، والجبالُ كالصُّوفِ المندوفِ، ثُمَّ نصبُ موازينَ الأعمالِ، فثقيلُ الميزانِ بالحَسناتِ إلى الجَنَّةِ، وخفيفُ الميزانِ إلى النَّارِ.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


المقطع الثالث

من الآية رقم (1) الى الآية رقم (8) عدد الآيات (8)

بيانُ انشغالِ النَّاسِ بملذَّاتِ الحياةِ، والغَفْلةِ حتَّى يأتيَ الموتُ، ثُمَّ التَّهديدُ برؤيةِ الجحيمِ يقينًا، والسؤالِ عن نعيمِ الدُّنيا.

فيديو المقطع

قريبًا إن شاء الله


مدارسة السورة

سورة العاديات

حقيقة الإنسان في حياته الدنيوية تذكيرًا له بمآلِه وبعثًا له على تصحيح مساره

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • نقاط السورة:   السورة تدور حول : بيان حقيقة الإنسان في حياته الدنيوية، تذكيرًا له بمآلِه، وبعثًا له على تصحيح مساره. جُبلَ الإنسان على حب المال والتعلق به والحرص على جمعه والشح به، وكسب المال والتمتع به ليس عيبًا في حد ذاته، إذا كانت وسائل كسبه مشروعة، وكان إنفاقه في الوجوه المشروعة، وإنما العيب في أن يُحَوَّلَ هذا المال إلى غاية مقصودة في حد ذاته، فيكون الانشغال بالنعمة عن المنعم، والطغيان والظلم، فلا يفرق جامعه بين الحلال والحرام.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «العاديات».
  • • معنى الاسم ::   العاديات: الخيل التي تجري وتعدو في سبيل الله.
  • • سبب التسمية ::   لافتتاحها بالقسم بالعاديات، ولم يرد هذا اللفظ في غير هذه السورة.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   أن الله شَرَّفَ الجهاد؛ فأقسم بخيل المجاهدين: ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا﴾
  • • علمتني السورة ::   إذا كان الله قد أقسَمَ بخيولِ المجاهدين، فما بالكَ بالمجاهدين!:
  • • علمتني السورة ::   أن البكور وقت مبارك، ينبغي للعبد أن يستغله: ﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا﴾
  • • علمتني السورة ::   أن اقتحام مواقع العدو هي طبيعة المجاهد في سبيل الله: ﴿فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ».
    وسورة العاديات من المفصل الذي فُضِّل به النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء.
    • قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «...وإنَّ لكلّ شيءٍ لُبابًا، وإنَّ لُبابَ القُرآنِ المُفَصَّلُ».
    وسورة العاديات من المفصل.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • السور الكريمة المسماة بأسماء الحيوانات 7 سور، وهي: البقرة، والأنعام، والنحل، والنمل، والعنكبوت، والعاديات، والفيل.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أنْ نسارع في الخيرات ولا نتردد في أدائها: ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا﴾ (1).
    • أن يكون سيرنا للحق وعملنا به بقوة وهمة: ﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا﴾ (2).
    • أن نغتنم أوقات البكور في أعمالنا: ﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا﴾ (3).
    • أن نحرص على أن نترك الأثر الجميل في نفوس الناس وأن نبث الخير في المجتمع: ﴿فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا﴾ (4).
    • أن نحرص على الجرأة والشجاعة في ميدان الجهاد؛ كما نحرص عليها في مقارعة الشهوات ودفعها مع أنها تحيط بنا من كل جانب: ﴿فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا﴾ (5).
    • أنْ نجاهد أنفسنا في تزكيتها وتهذيبها من كل خلق ذميم: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ (6).
    • أنْ نسخّر نعم الله علينا لإرضائه سبحانه، وإلا كانت هذه النعم وبالًا علينا وفتنةً واستدراجًا لنا: ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾ (8).
    • أن نتذكّرَ الآخرة لتكون عونًا لنا على تهذيب نفوسنا، فإنّ في ذلك دواءً لأمراض قلوبنا: ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ﴾ (9).
    • أن نؤمن بأنّ الله تعالى مطّلع على ما في قلوبنا من خفايا ونيّات، فَلْنُزَيِّنْها بالإيمان وحسن الظن بالله، فإنّ السر عنده علانية: ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ (10).
    • أن نستحيي من الله بأن نحرص على ألا يرى الله منا معصية، لنكون من عباده الصالحين: ﴿إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ﴾ (11).
سورة القارعة

موازين الأعمال يوم القيامة

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • رسالة السورة::   السورة تدور حول: سورة القارعة تركز على قرع القلوب لاستحضار هول القيامة.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «القارعة».
  • • معنى الاسم ::   زالقارعة: اسم فاعل من القرع، وهو الضرب بشدة بحيث يحصل منه صوت شديد، والقارعة: أحد أسماء يوم القيامة، لأنهَا ‏تَقْرَعُ ‏القُلُوبَ ‏وَالأَسْمَاعَ ‏بِهَوْلـِهـَا.
  • • سبب التسمية ::   لافْتِتَاحِهَا ‏بِهَا.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   لا أعرف لها اسمًا غيره.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   أن يوم القيامة يقرع القلوب قبل الآذان؛ لما جعل الله في ذلك اليوم من شدائد عظام: ﴿الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾
  • • علمتني السورة ::   الاستعداد ليوم القيامة
  • • علمتني السورة ::   يا من يفخر بقوته وبطشه وجبروته، ستكون في غاية الضعف يتلبسك الفزع في ذلك اليوم، فدع عنك التجبر وكن عبدًا لربك الجبار: ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن كل المخلوقات إلى زوال حتى الجبال التي تمثل صور الثبات والقوة تصبح كالصوف المنفوش: ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ».
    وسورة القارعة من المفصل الذي فُضِّل به النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء.
    • قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «...وإنَّ لكلّ شيءٍ لُبابًا، وإنَّ لُبابَ القُرآنِ المُفَصَّلُ».
    وسورة القارعة من المفصل.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • سورة القارعة سورة مدوية رهيبة، تقذف الرعب في القلوب، لأنها تصور مشهدًا سريعًا من مشاهد القيامة يتبعه مشهد الجزاء والحساب.
    • يوجد في القرآن الكريم 12 سورة سميت بأسماء يوم القيامة وأهوالها، هي: الدخان، الواقعة، التغابن، الحاقة، القيامة، النبأ، التكوير، الانفطار، الانشقاق، الغاشية، الزلزلة، القارعة.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • أنْ تمتلئ قلوبُنا خوفًا من ذلك اليوم؛ فنفرّ إلى الله ونعلق قلوبنا به، وهو الذي ينجينا في ذلك اليوم: ﴿الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾ (1-3).
    • أنْ نستشعر عظمة الله وقدرته في إحياء العباد وإخراجهم من قبورهم المبعثرة في وقت واحد: ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ﴾ (4).
    • أن نستشعر عظمة الله وقدرته في جعله للجبال الراسخة كالصوف المتطاير: ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾ (5).
    • أن نجتهد لنفوز بالحياة الطيبة الخالية من النكد والتعب، وذلك بالإكثار من الحسنات التي تثقل ميزاننا: ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ (6، 7).
    • أن نحرص على ترك المعاصي عامة، ونحرص كذلك على البعد عما يمحق الأعمال من رياء وعجب ومنٍّ وغيرها: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾ (8، 9).
    • أن نحرص على اتقاء النار ولو بالعمل اليسير، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ»: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ﴾ (10، 11).
سورة التكاثر

تذكير المنشغلين بالدنيا بالموت والحساب (تنبيه الغافلين)

أولاً : التمهيد للسورة :
  • • نقاط السورة:   السورة تدور حول : محور سورة التكاثر هو: تذكير المنشغلين بالدنيا بالموت والحساب.
ثانيا : أسماء السورة :
  • • الاسم التوقيفي ::   «سورة التكاثر»، و«سُورَةُ أَلْهَاكُمْ التكاثر».
  • • معنى الاسم ::   التكاثر: التفاخر والتباهي بكثرة الأموال والأولاد.
  • • سبب التسمية ::   لورود اللفظ في أول آية.
  • • أسماء أخرى اجتهادية ::   «سُورَةُ المقبرة»؛ لورود لفظ المقابر.
ثالثا : علمتني السورة :
  • • علمتني السورة ::   خطر التفاخر والتباهي بالأموال والأولاد: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾
  • • علمتني السورة ::   أن النفس مجبولة على حب الطمع والزيادة في كل أمر، وكلما استجبنا لمطلوبها كلما شغلتنا عن جوهر وجودنا: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾
  • • علمتني السورة ::   كل لحظة نقضيها في المكاثرة بأنفسنا لحظة مهدرة من حياتنا بلا قيمة ولا معنى: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾
  • • علمتني السورة ::   اذهب لزيارة المقابر؛ فإنها تذكر الآخرة: ﴿حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾
رابعًا : فضل السورة :
  • • عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَقْرَأُ: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾، قَالَ: «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِى، مَالِى، قَالَ: وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلاَّ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ».
    • عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ».
    وسورة التكاثر من المفصل الذي فُضِّل به النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء.
    • قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «...وإنَّ لكلّ شيءٍ لُبابًا، وإنَّ لُبابَ القُرآنِ المُفَصَّلُ».
    وسورة التكاثر من المفصل.
خامسًا : خصائص السورة :
  • • تكرر لفظ (كلا) ثلاث مرات في السورة، وفي تكررها مزيد زجر ووعيد حتى تنبه الغافل عن غفلته، فيستعد للقاء ربه، ولا تلهيه الدنيا.
سادسًا : العمل بالسورة :
  • • ألّا يكون همنا في الدنيا التكاثر بالمال والبنين والتفاخر بذلك؛ فإن ذلك أمر قد ذمه ربنا سبحانه وتعالى: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ (1، 2).
    • أن نزور القبور لنتذكر الموت والبِلى، ونتعوذ بالله من عذاب القبر، ولنزداد يقينًا بأن كل ما تكاثر به الناس غير طاعة الله إلى وبال وضياع، قال صلى الله عليه وسلم: «نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فَإِنَّ فِى زِيَارَتِهَا تَذْكِرَةً».
    • أن نتفكر في عاقبة أمرنا، وأن نستيقن أن هذه الدنيا فانية، فإن ذلك أدعى أن يتخذها العبد مطية للآخرة ولا يركن إليها: ﴿كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ (3، 4).
    • أن نعمل على تقوية يقيننا باستحضار البعث والنشور في جميع أحوالنا، ففي ذلك زجر للنفس عن الانشغال والتفاخر بالدنيا وملذاتها: ﴿كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ﴾ (5).
    • أن نحذر من عذاب الله الواقع بلا شك لمن حاد عن طريقه وخالف أمره، ونضع تلك الحقيقة نصب أعيننا حتى نستقيم على منهج الله: ﴿لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ﴾ (6، 7).
    • أن نؤمن أننا سوف نُسأل عن جميع النعم التي أنعم الله بها علينا أشكرنا الله تعالى عليها أم لا، فلا تجعل ما يسّره الله لك من نعم تتقوى بها على الطاعة سببًا في شقائك: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ (8).

تمرين حفظ الصفحة : 600

600

مدارسة الآية : [6] :العاديات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ

التفسير :

[6] إن الإنسان لِنعم ربه لَجحود

والمقسم عليه، قوله:{ إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} أي:لمنوع للخير الذي عليه لربه.

فطبيعة [الإنسان] وجبلته، أن نفسه لا تسمح بما عليه من الحقوق، فتؤديها كاملة موفرة، بل طبيعتها الكسل والمنع لما عليه من الحقوق المالية والبدنية، إلا من هداه الله وخرج عن هذا الوصف إلى وصف السماح بأداء الحقوق.

وقوله- سبحانه-: إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ جواب القسم. والكنود: الجحود، يقال: فلان كند النعمة- من باب دخل-، إذا جحدها ولم يشكر الله عليها. وكند الحبل:

أى قطعه، وأصل الكنود: الأرض التي لا تنبت شيئا، فشبه بها الإنسان الذي يمنع الحق والخير، ويجحد ما عليه من حقوق وواجبات.

أى: إن في طبع الإنسان- إلا من عصمه الله- تعالى- الكنود لربه والكفران لنعمته، والنسيان لمننه وإحسانه، والغفلة عن المواظبة على شكره- تعالى-، والتضرع إليه- سبحانه- عند الشدائد والضراء.. والتشاغل عن ذلك عند العافية والرخاء.

فالمراد بالإنسان هنا: جنسه، إذ أن هذه الصفة غالبة على طبع الإنسان بنسب متفاوتة، ولا يسلم منها إلا من عصمه الله- تعالى-.

وقيل: المراد بالإنسان هنا: الكافر، وأن المقصود به، الوليد بن المغيرة.

والأولى أن يكون المراد به الجنس، ويدخل فيه الكافر دخولا أوليا.

وقوله : ( إن الإنسان لربه لكنود ) هذا هو المقسم عليه ، بمعنى : أنه لنعم ربه لجحود كفور .

قال ابن عباس ، ومجاهد ، وإبراهيم النخعي ، وأبو الجوزاء ، وأبو العالية ، وأبو الضحى ، وسعيد بن جبير ، ومحمد بن قيس ، والضحاك ، والحسن ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، وابن زيد : الكنود : الكفور . قال الحسن : هو الذي يعد المصائب ، وينسى نعم ربه .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو كريب ، حدثنا عبيد الله ، عن إسرائيل ، عن جعفر بن الزبير ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الإنسان لربه لكنود ) قال : " الكفور الذي يأكل وحده ، ويضرب عبده ، ويمنع رفده " .

ورواه ابن أبي حاتم ، من طريق جعفر بن الزبير - وهو متروك - فهذا إسناد ضعيف . وقد رواه ابن جرير أيضا من حديث حريز بن عثمان ، عن حمزة بن هانئ ، عن أبي أمامة موقوفا .

وقوله: ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ )

يقول: إن الإنسان لكفور لنعم ربه. والأرض الكنود: التي لا تنبت شيئا, قال الأعشى:

أحْـدِثْ لَهَـا تُحْـدِثْ لِـوَصْلِكَ إنَّهـا

كُنُــدٌ لــوَصْلِ الزَّائِــرِ المُعْتـادِ (1)

وقيل: إنما سميت كندة: لقطعها أباها.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثني عبيد الله بن يوسف الجبيري, قال: ثنا محمد بن كثير, قال: ثنا مسلم, عن مجاهد, عن ابن عباس, قوله: ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: لكفور.

حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس: ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: لربه لكفور.

حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع, عن سفيان, عن منصور, عن مجاهد ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: لكفور.

حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن منصور, عن مجاهد, مثله.

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن منصور, عن مجاهد, مثله.

حدثني الحارث, قال: ثنا الحسن, قال: ثنا ورقاء, عن ابن أبي نجيح, عن مجاهد, مثله.

حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا وكيع, عن مهدي بن ميمون, عن شعيب بن الحبحاب, عن الحسن البصري: ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: هو الكفور الذي يعد المصائب, وينسى نعم ربه.

حدثنا وكيع, عن أبي جعفر, عن الربيع, قال: الكنود: الكفور.

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, قال: قال الحسن: ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) يقول: لوام لربه يعد المصائب

حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن الحسن ( لَكَنُودٌ ) قال: لكفور.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: لكفور.

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سعيد, عن قتادة, مثله.

حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي, قال: ثنا خالد بن الحارث, قال: ثنا شعبة, عن سماك أنه قال: إنما سميت كندة: أنها قطعت أباها( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: لكفور.

حدثنا أبو كُرَيب, قال: ثنا عبيد الله, عن إسرائيل, عن جعفر بن الزبير, عن القاسم, عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: " لَكَفُورٌ, الَّذِي يَأْكُلُ وَحْدَهُ وَيَضْرِبُ عَبْدَهُ, وَيَمْنَعُ رِفْدَهُ " .

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: الكنود: الكفور, وقرأ: ( إِنَّ الإنْسَانَ لَكَفُورٌ ) .

حدثنا الحسن بن علي بن عياش, قال: ثنا أبو المغيرة عبد القدوس, قال: ثنا حريز بن عثمان, قال: ثني حمزة بن هانيء, عن أبي أمامة أنه كان يقول: الكنود: الذي ينـزل وحده, ويضرب عبده, ويمنع رفده.

حدثني محمد بن إسماعيل الصوارى, قال: ثنا محمد بن سوار, قال: أخبرنا أبو اليقظان, عن سفيان عن هشام, عن الحسن, في قوله ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) قال: لوام لربه, يعد المصائب, وينسى النعم.

------------------------

الهوامش:

(1) البيت من شواهد أبي عبيدة في مجاز القرآن ( 189 ) قال : { إن الإنسان لربه لكنود } : لكفور . وكذلك الأرض الكنود التي لا تنبت شيئا . قال الأعشى : " أحدث لها ... " البيت . وفي ( اللسان : كند ) كند يكند كنودا : كفر النعمة . ورجل كناد ( كشداد ) وكنود . وقوله تعالى : { إن الإنسان لربه لكنود } قيل : هو الجحود ، وهو أحسن . وقيل : هو الذي يأكل وحده ، ويمنع رفده ، ويضرب عبده . قال ابن سيده في التعليق على هذا الأخير : ولا أعرف له في اللغة أصلا ، ولا يسوغ أيضا من قوله : { لربه } . وقيل : لكنود : لكفور بالنعمة . وقال الحسن : لوام لربه : يعد المصيبات ، وينسى النعم . وقال الزجاج : لكفور . يعني بذلك : الكافر . ا هـ .

التدبر :

وقفة
[6] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ قال الحسن: «يُعدد المصائب وينسى النعم».
وقفة
[6] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ قال قتادة والحسن: «الكفور للنعمة»، وفي هذا تسلية للمرء إذا وجد قلة الوفاء من الخلق، فإذا كان جنس الإنسان كنودًا جحودًا لربه؛ وهو الذي أوجده وأمده، وما به من نعمة فهي من الله، فكيف لا يكون فيه شيء من ذلك الجحود مع سائر الخلق وهم نظراؤه وأقرانه؟
وقفة
[6] ﴿إِنَّ الإِنسانَ لِرَبِّهِ لَكَنودٌ﴾ هو من يزدري القليل ولا يشكر الكثير، وينسى كثير النعمة بقليل المحنة، ويلوم ربه في أيسر نقمة.
وقفة
[6] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ قال الفضيل بن عياض: «الكنود الذي تنسيه سيئة واحدة حسنات كثيرة، ويعامل الله على عقد عوض»، تأمل كم هم الذين ينطبق عليهم هذا الوصف؟!
وقفة
[6] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ كفور، منوع للخير، هي إحدى صفات الإنسان إلا من عصمه الله بالإيمان واليقين بالبعث، تأمل هذا في نفسك ومن حولك.
وقفة
[6] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ الإنسان جحود لفضل ربٍّ أوجده من العدم، فكيف لا يكون كنودًا للمخلوقين؟ فلا تذهب نفسك حسرة على مثل هؤلاء.
وقفة
[6] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ قال ابن عياض: «هو الذي تنسيه سيئة واحدة حسنات كثيرة، ويعامل الله على عقد عوض».‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وقفة
[6] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ قال الحسن: «الكنود اللوام لربه، يَعُدُّ المحن والمصائب، وينسى النعم والراحات».
وقفة
[6] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ في هذا تسلية للعبد إن وجد قلة الوفاء من الخلق، فإذا كان الإنسان كنودًا جحودًا لربه؛ وهو الذي خلقه وأكرمه، فكيف لا يكون فيه شيء من الجحود مع سائر الخلق؟!
عمل
[6] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ كن متسامحًا مع أحبابك، الجحود قابعًا في أعماقنا، ربما ننسى أفضالك، الإنسان يجحد نعمة الله سبحانه.
عمل
[6] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ لا يضِيقُ صدرُك إذا أنكَرَ أحدُهُم فضْلك عليه، فقد أنكر الإنسَان قبل ذلك نِعم ربِّهِ وجحدهَا.
وقفة
[6] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ ما أكثر أنانية بعض البشر! عن أبي أمامة قال: الكنود الذي يأكل وحده، ويضرب عبده، ويمنع رفده.
وقفة
[6] ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾ الأصل في الإنسان الجحود، فلا تؤَمِّل من جاحد خيرًا إلا من رَحِم.
وقفة
[6] تأمل أخي كيف وصف الله الإنسان حين يتخلى عن هدفه فيعكس اتجاهه ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾، جحود كفور شحيح، همه جمع الدنيا.
وقفة
[6] يعددون المصائب والبلايا، ولا يشكرون الله على عظيم نعمته ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾.
وقفة
[6، 7] بين الجحود وحب الدنيا والمال حبل وثيق ﴿إن الإنسان لربه لكنود * وإنه لحب الخير لشديد﴾.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ الْإِنْسانَ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الانسان: اسم «ان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • ﴿ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ:
  • جار ومجرور متعلق بكنود والهاء ضمير متصل في محل جربالاضافة واللام لام التوكيد- المزحلقة-. كنود: خبر «ان» مرفوع بالضمة اي انه لنعمة ربه خصوصا لشديد الكفران ومن معانيها الكفور ... العاصي و «ان» واقعة في جواب القسم. والجملة من أنّ مع اسمها وخبرها لا محل لها من الاعراب لأنها جواب القسم

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [6] لما قبلها :     ولَمَّا ذَكَرَ اللهُ المُقسَمَ به؛ ذكَرَ هنا المُقسَمَ عليه، وهو أمورٌ ثلاثةٌ: ١- إن الإنسانَ لِنِعم ربِّه لَجحود، قال تعالى:
﴿ إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [7] :العاديات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ

التفسير :

[7] وإنه بجحوده ذلك لمقر

{ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ} أي:إن الإنسان على ما يعرف من نفسه من المنع والكند لشاهد بذلك، لا يجحده ولا ينكره، لأن ذلك أمر بين واضح. ويحتمل أن الضمير عائد إلى الله تعالى أي:إن العبد لربه لكنود، والله شهيد على ذلك، ففيه الوعيد، والتهديد الشديد، لمن هو لربه كنود، بأن الله عليه شهيد.

وقوله- تعالى-: وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ أى: وإن الإنسان على كنوده وجحوده لنعم ربه «لشهيد» أى: لشاهد على نفسه بذلك، لظهور أثر هذه الصفة عليه ظهروا واضحا، إذ هو عند لجاجه في الطغيان يجحد الجلى من النعم، ويعبد من دون خالقه أصناما، مع أنه إذا سئل عن خالقه اعترف وأقر بأن خالقه هو الله- تعالى-، كما قال- سبحانه-: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ.

قال الإمام الشيخ محمد عبده: قوله: وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ أى: وإن الإنسان لشهيد على كنوده، وكفره لنعمة ربه، لأنه يفخر بالقسوة على من دونه، وبقوة الحيلة على من فوقه، وبكثرة ما في يده من المال مع الحذق في تحصيله، وقلما يفتخر بالمرحمة، وبكثرة البذل- اللهم إلا أن يريد غشا للسامع- وفي ذلك كله شهادة على نفسه بالكنود، لأن ما يفتخر به ليس من حق شكر النعمة، بل من آيات كفرها.

ومنهم من يرى أن الضمير في قوله- تعالى- هنا وَإِنَّهُ يعود على الخالق- سبحانه- أى: وإن الله- تعالى- لعليم ولشهيد على ما يسلكه هذا الإنسان من جحود، فيكون المقصود من الآية الكريمة، التهديد والوعيد.

قالوا: والأول أولى، لأنه هو الذي يتسق مع سياق الآيات، ومع اتحاد الضمائر فيها.

وقوله : ( وإنه على ذلك لشهيد ) قال قتادة وسفيان الثوري : وإن الله على ذلك لشهيد . ويحتمل أن يعود الضمير على الإنسان ، قاله محمد بن كعب القرظي ، فيكون تقديره : وإن الإنسان على كونه كنودا لشهيد ، أي : بلسان حاله ، أي : ظاهر ذلك عليه في أقواله وأفعاله ، كما قال تعالى : ( ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر ) [ التوبة : 17 ]

وقوله: ( وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ )

يقول تعالى ذكره: إن الله على كنوده ربه لشهيد: يعني لشاهد.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران، عن سعيد، عن قتادة ( وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ) قال: يقول: إن الله على ذلك لشهيد.

حدثنا بشر, قال: ثنا يزيد, قال: ثنا سعيد, عن قتادة ( وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ) في بعض القراءات " إن الله على ذلك لشهيد ".

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان ( وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ) يقول: وإن الله عليه شهيد.

التدبر :

وقفة
[7] ﴿وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ﴾ الضمير في قوله: ﴿وَإِنَّهُ﴾ يرجع إلى من؟ من العلماء من قال: (وَإِنَّهُ﴾ راجع إلى الرب، أي: إن الرب شهيد على كفر الإنسان وعلى جحوده، ﴿وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ﴾ أي: وإن ربه على كفر عبده وجحوده لشاهد، ومنهم من قال: إنه قوله: ﴿وَإِنَّهُ﴾، راجع إلى الإنسان، أي: والإنسان شاهد على نفسه، بأنه جحود لنعم الله سبحانه وتعالى، تشهد عليه في الآخرة جوارحه، وضميره يشهد عليه كذلك أنه جحود.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «ان». على: حرف جر. ذا: اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بعلى واللام للبعد والكاف للخطاب اي وان الانسان على كنوده لشهيد اي يشهد على نفسه وقيل وان الله على كنوده لشاهد على سبيل الوعيد.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [7] لما قبلها :     ٢- إنه بجحوده ذلك لَمُقِرٌّ، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [8] :العاديات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ

التفسير :

[8] وإنه لحب المال لشديد.

{ وَإِنَّهُ} أي:الإنسان{ لِحُبِّ الْخَيْرِ} أي:المال{ لَشَدِيدُ} أي:كثير الحب للمال.

وحبه لذلك، هو الذي أوجب له ترك الحقوق الواجبة عليه، قدم شهوة نفسه على حقربه، وكل هذا لأنه قصر نظره على هذه الدار، وغفل عن الآخرة، ولهذا قال حاثًا له على خوف يوم الوعيد:

وقوله- تعالى-: وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ أى: وإن هذا الإنسان لشديد الحب لجمع المال، ولكسبه من مختلف الوجوه بدون تفرقة- في كثير من الأحيان- بين الحلال والحرام، ولكنزه والتكثر منه، وبالبخل به على من يستحقه.

وصدق الله إذ يقول: قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي، إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ، وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً .

وقوله : ( وإنه لحب الخير لشديد ) أي : وإنه لحب الخير - وهو : المال - لشديد . وفيه مذهبان :

أحدهما : أن المعنى : وإنه لشديد المحبة للمال .

والثاني : وإنه لحريص بخيل ; من محبة المال . وكلاهما صحيح .

وقوله: ( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ )

يقول تعالى ذكره: وإن الإنسان لحب المال لشديد.

واختلف أهل العربية في وجه وصفه بالشدة لحب المال, فقال بعض البصريين: معنى ذلك: وإنه من أجل حب الخير لشديد: أي لبخيل; قال: يقال للبخيل: شديد ومتشدد. واستشهدوا لقوله ذلك ببيت طرفة بن العبد البكري:

أرَى المَـوْتَ يَعْتـامُ النُّفُوسَ ويَصْطَفِي

عَقِيلَــةَ مــالِ البــاخِلِ المُتَشَـددِ (2)

وقال آخرون: معناه: وإنه لحب الخير لقوي.

وقال بعض نحويي الكوفة: كان موضع ( لِحُبِّ ) أن يكون بعد شديد, وأن يضاف شديد إليه, فيكون الكلام: وإنه لشديد حب الخير; فلما تقدم الحب في الكلام, قيل: شديد, وحذف من آخره, لما جرى ذكره في أوله ولرءوس الآيات, قال: ومثله في سورة إبراهيم: كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ والعصوف لا يكون لليوم, إنما يكون للريح; فلما جرى ذكر الريح قبل اليوم طرحت من آخره, كأنه قال: في يوم عاصف الريح, والله أعلم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: ( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) قال: الخير: الدنيا; وقرأ: إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ قال: فقلت له: إِنْ تَرَكَ خَيْرًا : المال؟ قال: نعم, وأي شيء هو إلا المال؟ قال: وعسى أن يكون حراما, ولكن الناس يعدونه خيرا, فسماه الله خيرا, لأن الناس يسمونه خيرا في الدنيا, وعسى أن يكون خبيثا, وسمي القتال في سبيل الله سوءا, وقرأ قول الله: فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ قال: لم يمسسهم قتال; قال: وليس هو عند الله بسوء, ولكن يسمونه سوءا.

وتأويل الكلام: إن الإنسان لربه لكنود, وإنه لحب الخير لشديد, وإن الله على ذلك من أمره لشاهد. ولكن قوله: ( وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ) قدم, ومعناه التأخير, فجعل معترضا بين قوله: ( إِنَّ الإنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) , وبين قوله: ( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ )

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سعيد, عن قتادة (إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ) قال: هذا في مقاديم الكلام, قال: يقول: إن الله لشهيد أن الإنسان لحب الخير لشديد.

------------------------

الهوامش:

(2) البيت لطرفة بن العبد ( مختار الشعر الجاهلي 318 ) في معلقته . وفيه : " يعتام الكرام " . قال شارحه : يعتام : يختار . والعقيلة : الخيار من كل شيء . والفاحش : البخيل الحريص . يقول : أرى الموت يختار كرام الناس ، وصفوة مال البخلاء ، أي : يأخذ النفيس الذي يضن به ، كما يأخذ الحقير ، فلا يترك شيئا . ا هـ . وقال أبو عبيدة في مجاز القرآن ( 189 ) { وإنه لحب الخير لشديد } : وإنه من أجل حب الخير لشديد : لبخيل ، يقال للبخيل : شديد ومتشدد ؛ قال طرفة : " أرى الموت يعتام النفوس ... " البيت .

التدبر :

وقفة
[8] ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾ الخير في الآية ليس هو ضد الشر، إنما المقصود بالخير: الـمـال.
وقفة
[8] ﴿وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾ الإنسان مجبول على حب المال.
عمل
[8] تصدق بشيء تحبه ﴿وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾.
وقفة
[6-8] أقسم الله بثلاثة أشياء (وَالْعَادِيَاتِ) (فَالْمُورِيَاتِ) (فَالْمُغِيرَاتِ)، وجعل جواب القسم أيضًا ثلاثة أشياء: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السادسة وتعرب اعرابها اي وانه لاجل حب المال لبخيل. او اراد بالشديد القوي اي وانه لحب المال قوي وهو لحب عبادة الله وشكر نعمته ضعيف ويجوز ان تكون اللام بمعنى التعليل اي من اجل حب المال لبخيل. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم انّ.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [8] لما قبلها :     ٣- إنه لحب المال لشديد، قال تعالى:
﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [9] :العاديات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا ..

التفسير :

[9] أفلا يعلم الإنسان ما ينتظره إذا أخرج الله الأموات من القبور للحساب والجزاء؟

{ أَفَلَا يَعْلَمُ} أي:هلا يعلم هذا المغتر{ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ} أي:أخرج الله الأموات من قبورهم، لحشرهم ونشورهم.

وقوله- تعالى-: أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ. وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ. إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ تهديد لهذا الإنسان الكنود ... وتحريض له على التفكر والاعتبار، وتذكير له بأهوال يوم القيامة.

أى: أيفعل ما يفعل هذا الإنسان الجحود لنعم ربه.. فلا يعلم مآله وعاقبته إِذا بُعْثِرَ. أى: إذا أثير وأخرج وقلب رأسا على عقب ما فِي الْقُبُورِ من أموات حيث أعاد- سبحانه- إليهم الحياة، وبعثهم للحساب والجزاء، كما قال- تعالى-: وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ أى: أثيرت وأخرج ما فيها. يقال: بعثر فلان متاعه، إذا جعل أسفله أعلاه.

أي أخرج ما فيها من الأموات.

وقوله: ( أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ )

يقول: أفلا يعلم هذا الإنسان الذي هذه صفته, إذا أثير ما في القبور, وأخرج ما فيها من الموتى وبحث.

وذكر أنها في مصحف عبد الله: " إذا بحث ما في القبور ", وكذلك تأول ذلك أهل التأويل.

*ذكر من قال ذلك:

حدثني علي, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس, في قوله: ( بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ) بحث. وللعرب في ( بُعْثِرَ ) لغتان: تقول: بعثر, وبحثر, ومعناهما واحد.

التدبر :

وقفة
[9] ختمت السورة بالمعيار الذي يصحح المسار للهدف الصحيح وهو: هم الآخرة وحسابها ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ﴾.
عمل
[9] لا يحوي صدرك إلا خيرًا؛ لأنه علانيتك يوم القيامة ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ﴾.
وقفة
[9] تناسب بين سورة الزلزلة والعاديات أن كلتاهما في سياق البعثرة ﴿اخرجت الأرض أثقالها﴾ [الزلزلة: 2]، ﴿بعثر ما في القبور﴾.

الإعراب :

  • ﴿ أَفَلا يَعْلَمُ:
  • الالف الف انكار وتعجيب بلفظ استفهام والفاء تزيينية. لا:نافية لا عمل لها. يعلم: فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الشرطية بعده مع جوابها سدت مسد مفعولي «يعلم».
  • ﴿ إِذا:
  • ظرف لما يستقبل من الزمن مبني على السكون في محل نصب بجوابه متضمن معنى الشرط.
  • ﴿ بُعْثِرَ ما:
  • الجملة الفعلية في محل جر بالاضافة. بعثر: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. ما: اسم موصول مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل
  • ﴿ فِي الْقُبُورِ:
  • جار ومجرور متعلق بصلة الموصول المحذوفة. التقدير: ما استقر في القبور. وجملة استقر في القبور صلة الموصول لا محل لها من الاعراب.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [9] لما قبلها :     ولَمَّا عَدَّ اللهُ على الإنسانِ قبائِحَ أفعالِه؛ خَوَّفَه هنا، قال تعالى :
﴿ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

بعثر:
1- بالعين، مبنيا للمفعول، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بحثر، بالحاء مبنيا للمفعول، وهى قراءة عبد الله.
3- بحثر، بالحاء مبنيا للفاعل، وهى قراءة نصر بن عاصم.
4- بحث، وهى قراءة الأسود.

مدارسة الآية : [10] :العاديات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ

التفسير :

[10] واستُخرج ما استتر في الصدور من خير أو شر.

{ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ} أي:ظهر وبان [ما فيها و] ما استتر في الصدور من كمائن الخير والشر، فصار السر علانية، والباطن ظاهرًا، وبان على وجوه الخلق نتيجة أعمالهم.

وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ أى: وجمع ما في القلوب من خير وشر وأظهر ما كانت تخفيه، وأبرز ما كان مستورا فيها، بحيث لا يبقى لها سبيل إلى الإخفاء أو الكتمان.

وأصل التحصيل: إخراج اللب من القشر، والمراد به هنا: إظهار وإبراز ما كانت تخفيه الصدور، والمجازاة على ذلك. ومفعول يَعْلَمُ محذوف، لتذهب النفس فيه كل مذهب ويجول الفكر في استحضاره وتقديره.

قال ابن عباس وغيره يعني أبرز وأظهر ما كانوا يسرون في نفوسهم.

القول في تأويل قوله تعالى : وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (10)

وقوله: ( وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ )

يقول: وميز وبين, فأبرز ما في صدور الناس من خير وشر.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

*ذكر من قال ذلك:

حدثني علي, قال: ثنا أبو صالح, قال: ثني معاوية, عن علي, عن ابن عباس, قوله: ( وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ) يقول: أبرز.

حدثنا ابن حميد, قال: ثنا مهران, عن سفيان ( وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ) يقول: ميز.

التدبر :

وقفة
[9، 10] ﴿أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ ومناسبة الآيتين لبعضهما أن بعثرة ما في القبور إخراج للأجساد من بواطن الأرض، وتحصيل ما في الصدور إخراج لما تكنه فيها، فالبعثرة بعثرة ما في القبور عما تكنه الأرض، وهنا عما يكنه الصدر، والتناسب بينهما ظاهر.
وقفة
[9، 10] أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ استحضار صورة بعثرة القبور واستخراج مضمرات الصدور أكبر علاج للنفس الجاحدة.
وقفة
[9، 10] هذه القلوب أوعية لأعظم محبوبات الله: الإيمان والتقوى والخشية والتعظيم، ولأقبح ما يكرهه الله: الكفر والنفاق، وليأتين عليها يومٌ يكون غيبُها فيه علانية أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ .
وقفة
[10] ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ ما في الصدور سيظهر يومًا ما، قد أفلح من طهَّر قلبه قبل أن: تبلى السرائر.
وقفة
[10] ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ صدرك مستودع لكلِّ نواياك، الحسن منها والسيء، فانظر ما الذي تودُّ أن يُفتح عليه صدرك يوم تُبلى السرائر.
وقفة
[10] ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ حُصِّل: أُبرزَ، ما تسرُّه اليوم سيبرز غدًا؛ فطهِّر صدرك تطهيرًا.
وقفة
[10] ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ وهي النيات، فأفيقوا من سكركم، وتوبوا من زللكم، واستقيموا على الجادة.
وقفة
[10] ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ لم تأتِ مادة (حصل) إلا في سورة العاديات، والتحصيل في اللغة: الجمع والتميز، وأصله من الحوصل والحوصلة، وهي من الطير كالمعدة للإنسان، ولهذا دلالة، فكل ما يعمله الإنسان مستقر في أعماقه، ومجموع في صدره، حتى يحين ميعاد كشفه يوم القيامة.
وقفة
[10] ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ قال الرازي: «وإنما خصَّ أعمال القلوب بالتحصيل دون أعمال الجوارح؛ لأن أعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب، فإنه لولا البواعث والإرادات في القلوب، لما حصلت أفعال الجوارح».
وقفة
[10] ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ اليوم كشف الحسابات السِّرِّية، وإظهار الأعمال الخفية، ولا يستطيع بشر أن يتصور كيف سيتم هذا.
عمل
[10] ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ انظر إلى عمل قلبك، القلوب ماعون الخير، ومحل نور الهداية.
وقفة
[10] ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ كل مستور سيظهر وكل خفاء سيكشف وكل قضية أغلقت ولم يعلم من الظالم من المظلوم فيها ستظهر وكل الحقائق ستكشف.
وقفة
[10] ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾ شدة في عدو الخيل تتناسب مع الشدة في استخراج المكنون من الصدور (حُصّل) بتشديد الصاد لا يخرج المكنون إلا بشدة.
وقفة
[10] العناية بأعمال القلوب ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾.
وقفة
[10] آه للمرائي من يوم: ﴿وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها. اي وجمع ما في الصدور في الحقد والغش.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [10] لما قبلها :     ولَمَّا كانَ المُخَوِّفُ إنَّما هو ما يَتَأثَّرُ عَنِ البَعْثِ مِنَ الجَزاءِ عَلى الأعْمالِ الفاسِدَةِ؛ قالَ:
﴿ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

وحصل:
1- مبنيا للمفعول، مشدد الصاد، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- مبنيا للفاعل، مشدد الصاد، وهى قراءة ابن يعمر، ونصر بن عاصم، ومحمد بن أبى سعدان.
3- مبنيا للفاعل، خفيف الصاد، وهى قراءة ابن يعمر أيضا، ونصر بن عاصم أيضا.

مدارسة الآية : [11] :العاديات     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ

التفسير :

[11] إن ربهم بهم وبأعمالهم يومئذ لخبير، لا يخفى عليه شيء من ذلك.

{ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ} أي مطلع على أعمالهم الظاهرة والباطنة، الخفية والجلية، ومجازيهم عليها. وخص خبرهبذلك اليوم، مع أنه خبير بهم في كل وقت، لأن المراد بذلك، الجزاء بالأعمالالناشئ عن علم الله واطلاعه.

وقوله- تعالى-: إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ جملة مستأنفة لزيادة التهديد والوعيد.

أى: إن رب المبعوثين للحساب والجزاء، لعليم علما تاما بأحوالهم الظاهرة والباطنة، في ذلك اليوم الهائل الشديد الذي يبعث فيه الناس من قبورهم، وسيجازى- سبحانه- الذين أساؤوا بما عملوا، وسيجازى الذين أحسنوا بالحسنى.

نسأل الله- تعالى- أن يجعلنا من أهل طاعته ومثوبته.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أي لعالم بجميع ما كانوا يصنعون ويعملون ومجازيهم عليه أوفر الجزاء ولا يظلم مثقال ذرة.

آخر تفسير سورة العاديات ولله الحمد و المنة.

وقوله: ( إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ )

يقول: إن ربهم بأعمالهم, وما أسرّوا في صدورهم, وأضمروه فيها, وما أعلنوه بجوارحهم منها, عليم لا يخفى عليه منها شيء, وهو مجازيهم على جميع ذلك يومئذ.

آخر تفسير سورة: والعاديات

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[11] ﴿إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ﴾ هنا تقدير، أي: وسيجازيهم على ما صنعوا أو يعفو عنهم إن شاء.
وقفة
[11] ﴿إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ﴾ خادع الناس بألف صورة، وألف لسان، وألف قناع، وألف إحساس، لكنك معلوم الخبايا والخفايا عند رب الناس.
وقفة
[11] ﴿إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ﴾ جاءت سورة القارعة بعد سورة العاديات، مناسبة لنهاية سورة العاديات، ليروا نهاية أعمالهم.
وقفة
[11] ﴿إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ﴾ لا تقلق على حال المغرور، فالله خبير به في كل وقت وفي كل حال، وهي خبرة وراءها عاقبة وجزاء.
وقفة
[11] ﴿إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ﴾ خبير يعلم دقائق ما أخفيته في نفسك، أحصاه الله ونسيته؛ فاحرص على خفاياك حرصك على ظاهرك.
وقفة
[11] إن قال قائل: لماذا قيل في هذه الآية: ﴿إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ﴾ أليس الله بخبير أيضًا بعباده في الدنيا؟! فالجواب أن الآية كقوله أيضًا: ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [غافر:16]، أليس الملك في الدنيا لله كذلك؟! ذلك والله أعلم لأن المقام بالنسبة للملك أنه قد يدعي رجل في الدنيا أنه ملك، وينازع ربه أمام الناس، لكن يوم القيامة ليس هناك مدع لهذا، فلا أحد يدعي أبدًا أنه الملك، وأيضًا في قوله: ﴿إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ﴾، المقام مقام حساب لما في الصدور؛ لأنها استخرجت، فالمقام مقام حساب حتى تبين رهبة المقام، وحتى تدل هذه الدلالات على التحذير، والله أعلم.

الإعراب :

  • ﴿ إِنَّ رَبَّهُمْ:
  • حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل وهي واقعة في جواب «اذا» و «ان» وما في حيزها من اسمها وخبرها جواب شرط غير جازم لا محل لها من الاعراب. رب: اسم «ان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالاضافة.
  • ﴿ بِهِمْ:
  • الباء حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بخبر «ان».
  • ﴿ يَوْمَئِذٍ:
  • ظرف زمان منصوب على الظرفية وهو مضاف و «اذ» اسم مبني على السكون الظاهر على آخره حرك بالكسر تخلصا من التقاء الساكنين: سكونه وسكون التنوين وهو في محل جر بالاضافة وهو مضاف ايضا. والجملة المحذوفة المعوض عنها بالتنوين في محل جر بالاضافة التقدير يومئذ يبعثر ما في القبور ويحصل ما في الصدور.
  • ﴿ لَخَبِيرٌ:
  • اللام لام التوكيد- المزحلقة-. خبير: خبر «ان» مرفوع بالضمة.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [11] لما قبلها :     وبعد ذَمِّ الجحود والشُّح، توعدهم اللهُ بأنَّه يعلم أحوالَهم، لا يخفى عليه شيء منها، قال تعالى:
﴿ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

إن:
1- بكسر الهمزة وإثبات اللام، فى «لخبير» ، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بفتحها وإسقاط اللام، وهى قراءة أبى السمال.

مدارسة الآية : [1] :القارعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ الْقَارِعَةُ

التفسير :

[1] الساعة التي تقرع قلوب الناس بأهوالها.

{ الْقَارِعَةُ} من أسماء يوم القيامة، سميت بذلك، لأنها تقرع الناس وتزعجهم بأهوالها، ولهذا عظم أمرها وفخمه .

تفسير سورة القارعة

مقدمة وتمهيد

سورة «القارعة» من السور المكية الخالصة، وكان نزولها بعد سورة «قريش» ، وقبل سورة «القيامة» ، وعدد آياتها إحدى عشرة آية في المصحف الكوفي، وعشر آيات في الحجازي، وثماني آيات في البصري والشامي.

ولفظ «القارعة» اسم فاعل من القرع، وهو الضرب بشدة بحيث يحصل منه صوت شديد.

والمراد بها هنا: القيامة، ومبدؤها النفخة الأولى، ونهايتها: قضاء الله- تعالى- بين خلقه، بحكمه العادل، وجزائه لكل فريق بما يستحقه من جنة أو نار.

وسميت القيامة بذلك. كما سميت بالطامة، والصاخة، والحاقة، والغاشية ... إلخ- لأنها تقرع القلوب بأهوالها، وتجعل الأجرام العلوية والسفلية يصطك بعضها ببعض، فيحصل لها ما يحصل من تزلزل واضطراب وتقرع أعداء الله- تعالى- بالخزي والعذاب والنكال، كما قال- تعالى-: وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ.

مكية

القارعة من أسماء القيامة كالحاقة والطامة والصاخة والغاشية وغير ذلك.

القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: الْقَارِعَةُ (1)

يقول تعالى ذكره: ( الْقَارِعَةُ ) : الساعة التي يقرع قلوب الناس هولُها، وعظيم ما ينـزل بهم من البلاء عندها، وذلك صبيحة لا ليل بعدها.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك.

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( الْقَارِعَةُ ) من أسماء يوم القيامة، عظَّمه الله وحذّره عباده.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قي قوله (الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ) قال: هي الساعة.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ) قال: هي الساعة.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، قال: سمعت أن القارعة والواقعة والحاقة: القيامة.

التدبر :

وقفة
[1] ﴿الْقَارِعَةُ﴾ سميت القارعة؛ لأنها تقرع القلوب بأهوالها.
وقفة
[1] كثرت أسماء يوم القيامة في القرآن: يوم الدين، الصاخة، الحاقة، ﴿الْقَارِعَةُ﴾، الطامة، الغاشية، وهذا كعادة العرب الذين نزل القرآن بلسانهم، كانوا إذا اعتنوا بشيءأكثروا أسماءه، وكل هذه الأسماء تدل على حقيقة واحدة، وكل واحد يدل على صفة مختلفة من صفات القيامة.
وقفة
[1] عن مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِىِّ: «لأن أقرأ في ليلتي حتى أصبح بـ ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ﴾ و﴿الْقَارِعَةُ﴾ لا أزيدُ عليهما، أرددهما وأتفكر، أحبُّ إليَّ من أن أَهُذَّ القرآنَ أي أقرَأه بسرعةٍ كاملًا».

الإعراب :

  • ﴿ الْقارِعَةُ
  • تعرب اعراب «الحاقة» في الآية الكريمة الاولى من سورة «الحاقة» وهي اسم للقيامة اي تقرع الناس بالفزع الاكبر.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [1] لما قبلها :     بدأت السورةُ ببيان أهوالِ القيامةِ وشدائدِها، قال تعالى:
﴿ الْقَارِعَةُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

القارعة ... ما القارعة:
1- بالرفع، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
2- بالنصب، فيهما، على إضمار فعل، وهى قراءة عيسى.

مدارسة الآية : [2] :القارعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ مَا الْقَارِعَةُ

التفسير :

[2] أيُّ شيء هذه القارعة؟

مَا الْقَارِعَةُ

و " القارعة " : مبتدأ ، و " ما " : مبتدأ ثان ، و " القارعة " : خبر المبتدأ الثانى ، وجملة المبتدأ الثانى وخبره فى محل رفع خبر المبتدأ الأول .

ثم قال معظما أمرها ومهولا لشأنها : ( وما أدراك ما القارعة ) ؟

وقوله: ( مَا الْقَارِعَةُ ) يقول تعالى ذكره معظما شأن القيامة والساعة التي يقرع العباد هولها: أيّ شيء القارعة، يعني بذلك: أيّ شيء الساعة التي يقرع الخلق هولها: أي ما أعظمها وأفظعها وأهولها.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[2] ﴿ما القارعة﴾ تقرع القلوب من أهوالها، خوف القلب الآن واعتصامه بالله هو أمنه واطمئنانه غدًا.
لمسة
[2] ﴿مَا الْقَارِعَةُ﴾ أي: أي شيء هي؟ فالاستفهام للتهويل من شأنها.

الإعراب :

  • ﴿ مَا الْقارِعَةُ
  • تعرب اعراب «مَا الْحَاقَّةُ» الواردة في الآية الكريمة الثانية من سورة «الحاقة».

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [2] لما قبلها :     وبعد ذكرِ القارعة؛ جاء هنا استفهام عن حقيقتها، والمقصودُ به التهويلُ من أمرِها، قال تعالى:
﴿ مَا الْقَارِعَةُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

القارعة ... ما القارعة:
1- بالرفع، فيهما، وهى قراءة الجمهور.
وقرئا:
2- بالنصب، فيهما، على إضمار فعل، وهى قراءة عيسى.

مدارسة الآية : [3] :القارعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ

التفسير :

[3] وأيُّ شيء أعلمك بها؟

وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ

والاستفهام في قوله- سبحانه-: وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ استفهام عن حقيقتها، والمقصود به التهويل من أمرها، والتفظيع من حالها، وتنبيه النفوس إلى ما يكون فيها من شدائد، تفزع لها القلوب فزعا لا تحيط العبارة بتصويره، ولا تستطيع العقول أن تدرك كنهه.

وقوله- سبحانه-: وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ معطوف على جملة «ما القارعة» والخطاب في قوله وَما أَدْراكَ لكل من يصلح له.

أى: وما أدراك- أيها المخاطب- ما كنهها في الشدة؟ إنها في الشدة والهول شيء عظيم. لا يعلم مقدارها إلا الله- تعالى-.

فالمقصود من الآيات الكريمة: تعظيم شأنها، والتعجيب من حالها، وأنها تختلف عن قوارع الدنيا- مهما بلغ عظمها- اختلافا كبيرا.

ثم قال تعالى معظما ومهولا لشأنها وما أدراك ما القارعة.

وقوله: ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ) يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وما أشعرك يا محمد أيّ شيء القارعة.

التدبر :

لمسة
[3] ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾ زيادة في تهويل أمرها وتعظيمه، أي شيء أعلمك ما شأن القارعة؟ في هولها وشدتها على النفوس؟ إنها لا تفزع القلوب فحسب، بل تؤثر في الأجرام العظيمة، فتؤثر قي السموات بالانشقاق، وفي الأرض بالزلزلة، وفي الجبال بالدك والنسف، وفي الكواكب بالانتثار، وفي الشمس والقمر بالتكوير والإنكدار، إلى غير ذلك.
وقفة
[3] ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾ لا علم لك بكنهها؛ لأنها في الشدة بحيث لا يبلغها عقل أحد ولا فهمه، وكأن الله تعالى يقول: قوارع الدنيا في جنب تلك القارعة ليست بقوارع.
وقفة
[1-3] ﴿الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾ تكرر اسم القارعة في السورة ثلاث مرات، وهذا كله من باب التهويل والتفخيم والتعظيم لما يحصل في ذلك اليوم.

الإعراب :

  • ﴿ وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ
  • تعرب اعراب «وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ» الواردة في الآية الكريمة الثالثة من سورة «الحاقة».

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [3] لما قبلها :     وبعد التهويل من أمرِها؛ زادَ سُبْحانَهُ في تَفْخِيمِ أمْرِها، وتَعْظِيمِ شَأْنِها، قال تعالى:
﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [4] :القارعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ

التفسير :

[4] في ذلك اليوم يكون الناس في كثرتهم وتفرقهم وحركتهم كالفراش المنتشر، وهو الذي يتساقط في النار.

{ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ} من شدة الفزع والهول،{ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوث} أي:كالجراد المنتشر، الذي يموج بعضه في بعض، والفراش:هي الحيوانات التي تكون في الليل، يموج بعضها ببعض لا تدري أين توجه، فإذا أوقد لها نار تهافتت إليها لضعف إدراكها، فهذه حال الناس أهل العقول،

وبعد أن بين- سبحانه- أن معرفة حقيقتها أمر عسير ... أتبع ذلك ببيان أحوال الناس وقت وقوعها فقال: يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ.

و «يوم» منصوب بفعل مقدر. والفراش: هو الحشرة التي تتهافت نحو النار، وسمى بذلك لأنه يتفرش وينتشر من حولها.

والمبثوث: المنتشر المتفرق. تقول: بثثت الشيء، إذا فرقته، ومنه قوله- تعالى-:

وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ أى: متناثرة متفرقة.

أى: تحصل القارعة يوم يكون الناس في انتشارهم وكثرتهم واضطرابهم وإقبالهم نحو الداعي لهم نحو أرض المحشر ... كالحشرات الصغيرة المتهافتة نحو النار.

فأنت ترى أنه- سبحانه- قد شبه الناس في هذا الوقت العصيب، بالفراش المتفرق المنتشر في كل اتجاه، وذلك لأن الناس في هذا اليوم يكونون في فزع، يجعل كل واحد منهم مشغولا بنفسه، وفي حالة شديدة من الخوف والاضطراب.

"ثم فسر ذلك بقوله "يوم يكون الناس كالفراش المبثوث" أي في انتشارهم وتفرقهم وذهابهم ومجيئهم من حيرتهم مما هم فيه كأنهم فراش مبثوث كما قال تعالى في الآية الأخرى "كأنهم جراد منتشر".

وقوله: ( يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ) يقول تعالى ذكره: القارعة يوم يكون الناس كالفراش، وهو الذي يتساقط في النار والسراج، ليس ببعوض ولا ذباب، ويعني بالمبثوث: المفرّق.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ) هذا الفراش الذي رأيتم يتهافت في النار.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ ) قال: هذا شَبَه شبهه الله، وكان بعض أهل العربية يقول: معنى ذلك: كغوغاء الجراد، يركب بعضه بعضا، كذلك الناس يومئذ، يجول بعضهم في بعض.

التدبر :

وقفة
[4] ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ﴾ شبه الله تعالى الخلق وقت البعث هنا (بالفراش المبثوث)، وفي آية أخرى (بالجراد المنتشر)، أما وجه التشبيه بالفراش، فلأن الفراش إذا ثار لم يتجه إلى جهة واحدة، بل كل واحدة منها تذهب إلى غير جهة الأخرى، فدل على أنهم إذا بعثوا فزعوا، وأما وجه التشبيه بالجراد فهو في الكثرة، يصبحون كغوغاء الجراد، يركب بعضه بعضًا، فكذلك الناس إذا بعثوا، يموج بعضهم في بعض، كالجراد والفراش، كقوله تعالى: (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض).
وقفة
[4] ﴿يَومَ يَكونُ النّاسُ كَالفَراشِ المَبثوثِ ﴾ كناية عن قلة الشأن وهوانه.
وقفة
[4] ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ﴾ في تشبيه الناس يوم البعث بالفراش مناسبات كثيرة بليغة، كالطيش والانتشار، والكثرة، والضعف، والذلة، والمجيء، شبه الناس بأغبى الحشرات، الفراش، حيث تلقي بنفسها إلى التهلكة؛ لأنهم يلقون بأنفسهم إلى التهلكة بذنوبهم وعصيانهم.
وقفة
[4، 5] ﴿يَومَ يَكونُ النّاسُ كَالفَراشِ المَبثوثِ * وَتَكونُ الجِبالُ كَالعِهنِ المَنفوشِ﴾ وقرن بين الناس والجبال تنبيهًا على تأثير تلك القارعة في الجبال، حتى صارت كالعهن المنفوش، فكيف يكون حال الإنسان عند سماعها؟

الإعراب :

  • ﴿ يَوْمَ:
  • ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بفعل مضمر دلت عليه القارعة اي تقرع.
  • ﴿ يَكُونُ النَّاسُ:
  • الجملة الفعلية في محل جر بالاضافة. يكون: فعل مضارع ناقص مرفوع بالضمة. الناس: اسم «يكون» مرفوع بالضمة.
  • ﴿ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ:
  • حرف جر للتشبيه. الفراش: اسم مجرور بالكاف وعلامة جره الكسرة والجار والمجرور في محل نصب خبر «يكون» أو تكون الكاف اسما مبنيا على الفتح بمعنى «مثل» في محل نصب خبر «يكون» ويكون «الفراش» مضافا اليه مجرورا بالاضافة وعلامة جره الكسرة. المبثوث: صفة- نعت- للفراش مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة. شبهوا بالفراش في الكثرة والانتشار و «المبثوث» المتفرق.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [4] لما قبلها :     وبعد تَفْخِيمِ أمْرِها؛ ذكرَ اللهُ هنا حالَ النَّاس وقت وقوعها، قال تعالى:
﴿ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

يوم:
1- بالنصب، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالرفع، وهى قراءة زيد بن على.

مدارسة الآية : [5] :القارعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ

التفسير :

[5] وتكون الجبال كالصوف المتعدِّدِ الألوان الذي يُنْفَش باليد، فيصير هباء ويزول.

وأما الجبال الصم الصلاب، فتكون{ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ} أي:كالصوف المنفوش، الذي بقي ضعيفًا جدًا، تطير به أدنى ريح، قال تعالى:{ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} ثم بعد ذلك، تكون هباء منثورًا، فتضمحل ولا يبقى منها شيء يشاهد، فحينئذ تنصب الموازين، وينقسم الناس قسمين:سعداء وأشقياء،

وقوله- سبحانه-: وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ بيان لحالة أخرى من الأحوال التي يكون عليها هذا الكون يوم القيامة.

والعهن: الصوف ذو الألوان المتعددة، والمنفوش: المفرق بعضه عن بعض.

أى: وتكون الجبال في ذلك اليوم، كالصوف الذي ينفش ويفرق باليد ونحوها. لخفته وتناثر أجزائه، حتى يسهل غزله.

والمتأمل في هذه الآيات الكريمة، يراها قد اشتملت على أقوى الأساليب وأبلغها، في التحذير من أهوال يوم القيامة، وفي الحض على الاستعداد له بالإيمان والعمل الصالح.

لأنها قد ابتدأت بلفظ القارعة، المؤذن بأمر عظيم، ثم ثنت بالاستفهام المستعمل في التهويل، ثم أعادت اللفظ بذاته بدون إضمار له زيادة في تعظيم أمره، ثم جعلت الخطاب لكل من يصلح له، ثم شبهت الناس فيه تشبيها تقشعر منه الجلود، ثم وصفت الجبال- وهي المعروفة بصلابتها ورسوخها- بأنها ستكون في هذا اليوم كالصوف المتناثر الممزق.

يعني قد صارت كأنها الصوف المنفوش الذي قد شرع في الذهاب والتمزق قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير والحسن وقتادة وعطاء الخراساني والضحاك والسدي " العهن " الصوف ثم أخبر تعالى عما يئول آليه عمل العاملين وما يصيرون إليه من الكرامة والإهانة بحسب أعماله فقال.

وقوله: ( وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ) يقول تعالى ذكره: ويوم تكون الجبال كالصوف المنفوش؛ والعِهْن: هو الألوان من الصوف.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، في قوله: ( وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ ) قال: الصوف المنفوش.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: هو الصوف. وذُكر أن الجبال تسير على الأرض وهي في صورة الجبال كالهباء.

التدبر :

وقفة
[5] ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ﴾ يوم القيامة تكون الجبال كالصوف متعدد الألوان الذي ينفش باليد فيصير هباء ويزول.
وقفة
[5] ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ﴾ وجه الشبه بالفراش: لأن الفراش يطير إلي غير اتجاه, وبجهات مختلفة, ويركب بعضه بعضًا, وهذا حال الناس يوم القيامة, ويجتمع في الفراش الذل وهو حال أهل المحشر.
وقفة
[5] ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ﴾ ثوابت الله الكونية تتبدل، فكيف بثوابتك التي تضعها لنفسك، ولا ترضى لها تبديلًا؟!
وقفة
[5] ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ﴾ هذه الصورة تبشِّع في النَّفس استضعاف الضعفاء، هذه الجبال فما بالك بالإنسان!
وقفة
[5] ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ﴾ الجبال على عظم متناتها وصلابتها تكون كالصوف المندوف، فكيف بالعبد ذي التكليف؟!

الإعراب :

  • ﴿ وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها. شبه الجبال بالعهن وهو الصوف الاحمر المصبوغ الوانا. مفردها: عهنة. و «بالمنقوش» لتفرق اجزائها أي المندوف.

المتشابهات :

المعارج: 9﴿ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ
القارعة: 5﴿ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [5] لما قبلها :     ولَمَّا كانت الجِبالُ أشَدَّ ما تكونُ؛ عظَّم الرَّهبةَ بالإخبارِ بما يُفعَلُ بها، قال تعالى:
﴿ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [6] :القارعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ

التفسير :

[6] فأما من رجحت موازين حسناته

{ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ} أي:رجحت حسناته على سيئاته

ثم بين- سبحانه- أحوال السعداء والأشقياء في هذا اليوم فقال: فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ.

أى: فأما من ثقلت موازين حسناته. ورجحت أعماله الصالحة على غيرها.

أي رجحت حسناته على سيئاته.

وقوله: ( فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ) يقول: فأما من ثقُلَت موازين حسناته، يعني بالموازين: الوزن، والعرب تقول: لك عندي درهم بميزان درهمك، ووزن درهمك، ويقولون: داري بميزان دارك ووزن دارك، يراد: حذاء دارك. قال الشاعر:

قــدْ كُــنْتُ قَبْـلَ لِقـائِكُمْ ذَا مِـرَّة

عِنــدِي لِكُــلِّ مُخــاصِمٍ مِيزَانُـهُ (1)

يعني بقوله: لكلّ مخاصم ميزانه: كلامه، وما ينقض عليه حجته. وكان مجاهد يقول: ليس ميزان، إنما هو مثل ضرب.

التدبر :

عمل
[6] ﴿فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾ ثقِّل موازينَكَ بعدة أعمال صالحة تقوم بها هذا اليوم، وتذكَّر قولَه ﷺ: «مَا مِنْ شَيءٍ في الِميزانِ أَثْقَلُ مِن حُسْنَ الخُلُقِ» [أبو داود 4799، وصححه الألباني].
وقفة
[6، 7] ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ ومما يُثقل الميزان: «سُبحان الله وبحمده، سُبحان الله العظيمَ».
عمل
[6، 7] ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ هنا حُسمت النتيجة، ورُسمت لك نهاية الطريق، فثقِّل ميزانك بالصالحات، ما دمت مستطيعًا.
وقفة
[6، 7] ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ هذا العيش لا يمسهم فيها نصب، وما هم منها بمخرجين، لا يحزنون ولا يخافون في أنعم عيش.
تفاعل
[6، 7] ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ ادعُ الله الآن أن يجعلك من هؤلاء.
وقفة
[6، 7] ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ لو أن طالبًا صححت ورقته، وأعطي بكل إجابة صحيحة عشر درجات، والإجابة الخاطئة يؤخذ منه درجة، ثم يرسب، ماذا نقول فيه؟!
وقفة
[6، 7] ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ أي حياة طيبة ليس بها نكد ولا صخب، بل هي كاملة من جميع الوجوه.
عمل
[6، 7] ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ لا تغرنك كثرة أعمالك في الدنيا؛ احرص على الإخلاص في كل عمل مهما كان قليلًا يثقله الله لك في ميزان الآخرة.
وقفة
[6، 7] ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ كم في الهداية من هدايا!
وقفة
[6، 7] ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ تعدد الموازين يوحي بأن لكل عمل قدره وقيمته.
وقفة
[6، 7] ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ جَمَع فيه وفيما بعده الميزان مع أنه واحدٌ، باعتبار تعدُّد الموزوناتِ والموزونِ لهم، وقيل: هي جمع موزون.
وقفة
[6، 7] ما أروع هذا الإيجاز وأجمعه! ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾، وفي إفراد عيشة إشارة إلي ثباتها وعدم تغيرها.

الإعراب :

  • ﴿ فَأَمَّا مَنْ:
  • الفاء استئنافية. اما: حرف شرط وتفصيل لا عمل له. من:اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ والجملة من فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من».
  • ﴿ ثَقُلَتْ:
  • فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها.
  • ﴿ مَوازِينُهُ:
  • فاعل مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالاضافة وهي جمع موزون وهو العمل الذي له وزن عند الله او جمع ميزان وثقلها رجحانها اي ثقلت من الحسنات اي لاتباعهم الحق في الدنيا وثقلها في الآخرة.

المتشابهات :

الأعراف: 8﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ۚ فَـ مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
المؤمنون: 102﴿فَـ مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
القارعة: 6﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [6] لما قبلها :     ولَمَّا وَصَفَ اللهُ يومَ القيامةِ؛ قسَّمَ النَّاسَ فيه إلى قِسمَينِ، قال تعالى:
﴿ فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [7] :القارعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ

التفسير :

[7]فهو في حياة مرضية في الجنة.

{ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} في جنات النعيم.

فهو في عيشة مرضية. أو في عيشة ذات رضا من صاحبها، لأنها عيشة هنية كريمة.

يعني في الجنة.

حدثنا بذلك أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ) يقول: في عيشة قد رضيها في الجنة.

كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ) يعني: في الجنة.

التدبر :

وقفة
[7] ﴿فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ﴾ حين يكرِّس المسلم جهده في الدنيا بما يثقِّل ميزانه في الآخرة؛ يُمنح الرِّضا في الدَّارين.
وقفة
[7] ﴿فَهُوَ في عيشَةٍ راضِيَةٍ﴾ إنما العيش عيش الآخرة.

الإعراب :

  • ﴿ فَهُوَ:
  • الفاء واقعة في جواب الشرط. هو: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ
  • ﴿ فِي عِيشَةٍ:
  • جار ومجرور متعلق بخبر «هو» والجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم بمن.
  • ﴿ راضِيَةٍ:
  • صفة- نعت- لعيشة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة اي مرضية بمعنى ذات رضا لان «فاعلة» هنا بمعنى «مفعولة» لان اهلها يرضون بالعيش في دار الخلود.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [7] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ القسمَ الأول؛ ذكرَ مسكنَه، قال تعالى:
﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [8] :القارعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ

التفسير :

[8] وأما من خفت موازين حسناته

{ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} بأن لم تكن له حسنات تقاوم سيئاته.

وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ أى: خفت موازين حسناته، وثقلت موازين سيئاته،

أي رجحت سيئاته على حسناته.

وقوله: (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ) يقول: وأما من خفّ وزن حسناته، فمأواه ومسكنه الهاوية التي يهوي فيها على رأسه في جهنم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ) وهي النار هي مأواهم.

التدبر :

وقفة
[8] ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ﴾ قال أبو بكر رضي الله عنه: «إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه باتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم، وحُقَّ لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلًا، وإنما خفت موازين من خفت موازينه باتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم، وحُقَّ لميزان يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفًا».
وقفة
[8] ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ﴾ أعماله تكون هباءً منثورًا، وهو نفسه لا يقيم الله له وزنًا، فلا هو يزن ولا أعماله تزن في الميزان.
وقفة
[8، 9] ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾ لا قيمة للعمل إذا لم يقم في ظل الإيمان بالله.
وقفة
[8، 9] ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾ كثيرا ما كنت تجد الأمن والسكينة حين تأوي إلي صدر أمك, فاليوم مأواك أمّ غير رؤوم, وملاذك قلب غير حنون؛ إنها نار تلظي, أجارنا الله من عذابها.
وقفة
[8، 9] ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾ وإنما قيل للهاوية (أُمُّهُ)؛ لأنه لا مأوى له غيرها، رب نعوذ بك من النار وما قرب إليها.
تفاعل
[8، 9] ﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾ استعذ بالله الآن أن تكون من هؤلاء.

الإعراب :

  • ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ
  • معطوفة بالواو على الآية الكريمة السادسة وتعرب اعرابها اي خفت لكثرة السيئات وانما خفت لاتباعهم الباطل وخفتها في الدنيا.

المتشابهات :

الأعراف: 9﴿وَ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ
المؤمنون: 103﴿وَ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ
القارعة: 8﴿وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [8] لما قبلها :     وبعد أن ذكرَ القسمَ الأول؛ ذكرَ القسمَ الثاني من النَّاس، قال تعالى:
﴿ وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [9] :القارعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ

التفسير :

[9]ورجحت موازين سيئاته، فمأواه جهنم.

{ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} أي:مأواه ومسكنه النار، التي من أسمائها الهاوية، تكون له بمنزلة الأم الملازمة كما قال تعالى:{ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا} .

وقيل:إن معنى ذلك، فأم دماغه هاوية في النار، أي:يلقى في النار على رأسه.

فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ أى: فمرجعه ومأواه الذي يأوى إليه، نار سحيقة يهوى إليها بدون رحمة أو شفقة، بسبب كفره وفسوقه.

فالمراد بالأم هنا: المرجع والمأوى، وبالهاوية: النار التي يسقط فيها، وسميت النار بذلك. لشدة عمقها. وسمى المأوى أمّا، لأن الإنسان يأوى إليه كما يأوى ويلجأ إلى أمه.

ويرى بعضهم أن المراد بأمه هنا الحقيقة، لأن العرب يكنون عن حال المرء بحال أمه في الخير وفي الشر، لشدة محبتها له.

وقوله : ( فأمه هاوية ) قيل : معناه : فهو ساقط هاو بأم رأسه في نار جهنم . وعبر عنه بأمه - يعني دماغه - روي نحو هذا عن ابن عباس ، وعكرمة ، وأبي صالح ، وقتادة - قال قتادة : يهوي في النار على رأسه ، وكذا قال أبو صالح : يهوون في النار على رءوسهم .

وقيل : معناه : ( فأمه ) التي يرجع إليها ، ويصير في المعاد إليها ( هاوية ) وهي اسم من أسماء النار .

قال ابن جرير : وإنما قيل : للهاوية أمه ; لأنه لا مأوى له غيرها .

وقال ابن زيد : الهاوية : النار ، هي أمه ومأواه التي يرجع إليها ويأوي إليها ، وقرأ : ( ومأواهم النار ) [ آل عمران : 151 ] .

قال ابن أبي حاتم : وروي عن قتادة أنه قال : هي النار ، وهي مأواهم

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ) قال: مصيره إلى النار، هي الهاوية. قال قتادة: هي كلمة عربية، كان الرجل إذا وقع في أمر شديد، قال: هوت أمه.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن الأشعث بن عبد الله الأعمى، قال: إذا مات المؤمن ذُهب بروحه إلى أرواح المؤمنين، فيقولون: روّحوا أخاكم، فإنه كان في غمّ الدنيا؛ قال: ويسألونه ما فعل فلان؟ فيقول: مات، أو ما جاءكم؟ فيقولون: ذهبوا به إلى أمِّه الهاوية.

حدثني إسماعيل بن سيف العجلي، قال: ثنا عليّ بن مُسْهِر، قال: ثنا إسماعيل، عن أبي صالح، في قوله ( فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ) قال: يهوون في النار على رءوسهم.

حدثنا ابن سيف، قال: ثنا محمد بن سَوَّار، عن سعيد، عن قتادة ( فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ) قال: يهوي في النار على رأسه.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ) قال: الهاوية: النار، هي أمُّه ومأواه التي يرجع إليها، ويأوي إليها، وقرأ: وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ .

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس ( فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ) وهو مثلها، وإنما جعل النار أمَّه، لأنها صارت مأواه، كما تؤوي المرأة ابنها، فجعلها إذ لم يكن له مأوى غيرها، بمنـزلة أمّ له.

التدبر :

وقفة
[9] ﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾ ليس معنى (أُمُّهُ) التي ولدته؛ بل معنى (أُمُّهُ) مستقره ومسكنه هاوية؛ والهاوية هي النار، أعاذنا الله منها.
وقفة
[9] ﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾ قال الرازي: «فيه وجوه: أحدها: أن الهاوية من أسماء النار، وكأنها النار العميقة يهوي أهل النار فيها مهوى بعيدًا. وثانيها: فأم رأسه هاوية في النار؛ لأنهم يهوون في النار على رؤوسهم. وثالثها: أنهم إذا دعوا على الرجل بالهلاك، قالوا: هوت أمه لأنه إذا هوى أي سقط وهلك فقد هوت أمه حزنًا عليه».
وقفة
[9] ﴿فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ﴾ أي: مأواه ومسكنه النار التي من أسمائها الهاوية، فتكون له بمنزلة الأم الملازمة، وقيل: إن معنى ذلك: أم دماغه هاوية في النار، أي: يلقى في النار على رأسه.
عمل
[6-9] ﴿فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾ هما فريقان لا ثالث لهما يوم القيامة، فريق في الجنة وفريق في السعير، فحدد من الآن جماعتك وفوجك الذي ستُحشر معه.

الإعراب :

  • ﴿ فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ:
  • الفاء: رابطة لجواب الشرط. أمّه: مبتدأ مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالاضافة. هاوية: خبر المبتدأ مرفوع بالضمة اي مأواه النار لان جهنم تكون اما للكافر اذا كان مصيره اليها ومأواه. وكل شيء جمع شيئا وضمه اليه فهو أم له.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [9] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ القسمَ الثاني؛ ذكرَ مسكنَه، قال تعالى:
﴿ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

فأمه:
1- بضم الهمزة، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بكسرها، وهى قراءة طلحة.

مدارسة الآية : [10] :القارعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ

التفسير :

[10] وما أدراك -أيها الرسول- ما هذه الهاوية؟

{ وَمَا أَدْرَاكَ مَاهِيَهْ} وهذا تعظيم لأمرها،

ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة، بما يزيد من هول هذه الهاوية فقال: وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ، نارٌ حامِيَةٌ.

أى: وأى شيء يخبرك بكنه تلك النار السحيقة؟ إننا نحن الذين نخبرك بذلك فنقول لك- أيها المخاطب- على سبيل التحذير من العمل الذي يؤدى إليها:

ولهذا قال تعالى مفسرا للهاوية : ( وما أدراك ما هيه نار حامية )

قال ابن جرير : حدثنا ابن عبد الأعلى : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الأشعث بن عبد الله الأعمى قال : إذا مات المؤمن ذهب بروحه إلى أرواح المؤمنين ، فيقولون : روحوا أخاكم ، فإنه كان في غم الدنيا . قال : ويسألونه : وما فعل فلان ؟ فيقول : مات ، أوما جاءكم ؟ فيقولون : ذهب به إلى أمه الهاوية

وقد رواه ابن مردويه من طريق أنس بن مالك مرفوعا ، بأبسط من هذا . وقد أوردناه في كتاب صفة النار ، أجارنا الله منها بمنه وكرمه .

وقوله: ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ ) يقول جلّ ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وما أشعرك يا محمد ما الهاوية.

التدبر :

لمسة
[10] ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ﴾ وما أعلمك ما هذه النار؟ والاستفهام للتهويل والتخويف، ببيان أنها خارجة عن المعهود، بحيث لا يدرى كنهها.

الإعراب :

  • ﴿ وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ
  • تراجع الآية الكريمة الثالثة. هي: ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع خبر «ما» والهاء للسكت لتتبين بها حركة ما قبلها والضمير يعود على الداهية التي دل عليها قوله «فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ» او هو ضمير «هاوية».

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [10] لما قبلها :     ولَمَّا ذكرَ الهاوية؛ هَوَّلَها هنا، فقال تعالى:
﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ماهيه:
قرئ:
1- بإثبات الهاء، التي هى هاء السكت، وهى قراءة الجمهور.
2- بحذفها فى الوصل، وهى قراءة ابن أبى إسحاق، والأعمش، وحمزة.

مدارسة الآية : [11] :القارعة     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ نَارٌ حَامِيَةٌ

التفسير :

[11] إنها نار قد حَمِيت من الوقود عليها.

{ نَارٌ حَامِيَةٌ} أي:شديدة الحرارة، قد زادت حرارتها على حرارة نار الدنيا سبعين ضعفًا. نستجير بالله منها.

إنها نار قد بلغت النهاية في حرارتها.

نسأل الله تعالى- أن يعيذنا جميعا منها.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وقوله : ( نار حامية ) أي : حارة شديدة الحر ، قوية اللهيب والسعير .

قال أبو مصعب ، عن مالك ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " نار بني آدم التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم " . قالوا : يا رسول الله ، إن كانت لكافية . فقال : " إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا " .

ورواه البخاري ، عن إسماعيل بن أبي أويس ، عن مالك . ورواه مسلم ، عن قتيبة ، عن المغيرة بن عبد الرحمن ، عن أبي الزناد به ، وفي بعض ألفاظه : " أنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا ، كلهن مثل حرها " .

وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا حماد - وهو ابن سلمة - ، عن محمد بن زياد - سمع أبا هريرة يقول : سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول : " نار بني آدم التي توقدون جزء من سبعين جزءا من نار جهنم " . فقال رجل : إن كانت لكافية . فقال : " لقد فضلت عليها بتسعة وستين جزءا حرا فحرا " .

تفرد به أحمد من هذا الوجه ، وهو على شرط مسلم .

وقال الإمام أحمد أيضا : حدثنا سفيان ، عن أبي الزياد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم - وعمرو ، عن يحيى بن جعدة - : " إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ، وضربت بالبحر مرتين ، ولولا ذلك ما جعل الله فيها منفعة لأحد " .

وهذا على شرط الصحة ولم يخرجوه من هذا الوجه ، وقد رواه مسلم في صحيحه من طريق [ ابن أبي الزناد ] .

ورواه البزار من حديث عبد الله بن مسعود وأبي سعيد الخدري : " ناركم هذه جزء من سبعين جزءا " .

وقد قال الإمام أحمد : حدثنا قتيبة ، حدثنا عبد العزيز - هو ابن محمد الدراوردي - ، عن سهيل عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " هذه النار جزء من مائة جزء من جهنم " .

تفرد به أيضا من هذا الوجه ، وهو على شرط مسلم أيضا .

وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا أحمد بن عمرو الخلال ، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثنا معن بن عيسى القزاز ، عن مالك ، عن عمه أبي سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتدرون ما مثل ناركم هذه من نار جهنم ؟ لهي أشد سوادا من دخان ناركم هذه بسبعين ضعفا " .

وقد رواه أبو مصعب ، عن مالك ولم يرفعه . وروى الترمذي وابن ماجه ، عن عباس الدوري ، عن يحيى ابن أبي بكير : حدثنا شريك ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة " .

وقد روي هذا من حديث أنس وعمر بن الخطاب .

وجاء في الحديث - عند الإمام أحمد - من طريق أبي عثمان النهدي ، عن أنس - وأبي نضرة العبدي ، عن أبي سعيد وعجلان مولى المشمعل ، عن أبي هريرة - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن أهون أهل النار عذابا من له نعلان يغلي منهما دماغه " .

وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " اشتكت النار إلى ربها فقالت : يا رب ، أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين : نفس في الشتاء ، ونفس في الصيف . فأشد ما تجدون في الشتاء من بردها ، وأشد ما تجدون في الصيف من حرها " .

وفي الصحيحين : " إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة ، فإن شدة الحر من فيح جهنم " .

آخر سورة القارعة

ثم بَيَّن ما هي، فقال: ( نَارٌ حَامِيَةٌ ), يعني بالحامية: التي قد حميت من الوقود عليها.

التدبر :

وقفة
[11] ﴿نَارٌ حَامِيَةٌ﴾ نار الدنيا في جنب نار الآخرة ليست حامية، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «نَارُكُمْ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ»، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةً، قَالَ: «فُضِّلَتْ عَلَيْهِنَّ بِتِسْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا كُلُّهُنَّ مِثْلُ حَرِّهَا» [البخاري 3265]، وبذلك صار آخر السورة مطابقًا لأولها، فالقارعة ليست كأي قارعة، ونار الآخرة ليست كأي نار.
وقفة
[11] ﴿نَارٌ حَامِيَةٌ﴾ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «إِذَا اشْتَدَّ الحَرُّ فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلاَةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» [البخاري 5۳۳]، وهذا الحديث من أدلة وجود جهنم الآن.
تفاعل
[11] ﴿نَارٌ حَامِيَةٌ﴾ استعذ بالله من عذاب النار.

الإعراب :

  • ﴿ نارٌ حامِيَةٌ:
  • خبر مبتدأ محذوف تقديره هي نار. حامية: صفة- نعت- لنار مرفوعة مثلها بالضمة.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [11] لما قبلها :     وبعد أن هَوَّلَها؛ بَيَّنَها هنا، قال تعالى:
﴿ نَارٌ حَامِيَةٌ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [1] :التكاثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ

التفسير :

[1] شغلكم عن طاعة الله التفاخر بكثرة الأموال والأولاد.

يقول تعالى موبخًا عباده عن اشتغالهم عما خلقوا له من عبادته وحده لا شريك له، ومعرفته، والإنابة إليه، وتقديم محبته على كل شيء:{ أَلْهَاكُمُ} عن ذلك المذكور{ التَّكَاثُرُ} ولم يذكر المتكاثر به، ليشمل ذلك كل ما يتكاثر به المتكاثرون، ويفتخر به المفتخرون، من التكاثر في الأموال، والأولاد، والأنصار، والجنود، والخدم، والجاه، وغير ذلك مما يقصد منه مكاثرة كل واحد للآخر، وليس المقصود به الإخلاص لله تعالى.

تفسير سورة التكاثر

مقدمة وتمهيد

1- سورة «التكاثر» من السور المكية، وسميت في بعض المصاحف سورة «ألهاكم» وكان بعض الصحابة يسمونها «المقبرة» .

قال القرطبي: وهي مكية في قول المفسرين. وروى البخاري أنها مدنية وهي ثماني آيات.

وقد ذكروا في سبب نزولها روايات منها: ما روى عن ابن عباس أنها نزلت في حيين من قريش، بنى عبد مناف. وبنى سهم، تكاثروا بالسادة والأشراف في الإسلام، فقال كل حي منهم: نحن أكثر سيدا، وأعز نفرا ... فنزلت هذه السورة ... .

2- ومن أغراض السورة الكريمة: النهى عن التفاخر والتكاثر، والحض على التزود بالعمل الصالح، وعلى ما ينجى من العذاب، والتأكيد على أن يوم القيامة حق، وعلى أن الحساب حق، وعلى أن الجزاء حق ...

قوله - سبحانه - : ( أَلْهَاكُمُ ) من اللهو وهو الغفلة عن مواطن الخير ، والانشغال عما هو نافع .

والتكاثر : التبارى والتباهى بالكثرة فى شئ مرغوب فيه كالمال والجاه . .

أى : شغلكم - أيها الناس - التباهى والتفاخر بكثرة الأموال والأولاد والعشيرة ، كما ألهاكم حب الدنيا عن القيام بما كلفناكم به . .

تفسير سورة التكاثر وهي مكية .

يقول تعالى : شغلكم حب الدنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها ، وتمادى بكم ذلك حتى جاءكم الموت وزرتم المقابر ، وصرتم من أهلها ؟!

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا زكريا بن يحيى الوقار المصري ، حدثنا خالد بن عبد الدايم ، عن ابن زيد بن أسلم ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ( ألهاكم التكاثر ) عن الطاعة ( حتى زرتم المقابر ) حتى يأتيكم الموت " .

وقال الحسن البصري : ( ألهاكم التكاثر ) في الأموال والأولاد .

وفي صحيح البخاري في " الرقاق " منه : وقال لنا أبو الوليد : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك عن أبي بن كعب قال : كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت : ( ألهاكم التكاثر ) يعني : " لو كان لابن آدم واد من ذهب " .

وقال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة : سمعت قتادة يحدث عن مطرف - يعني ابن عبد الله بن الشخير - عن أبيه قال : انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : " ( ألهاكم التكاثر ) يقول ابن آدم : مالي مالي . وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأمضيت ؟ " .

ورواه مسلم والترمذي والنسائي من طريق شعبة به .

وقال مسلم في صحيحه : حدثنا سويد بن سعيد ، حدثنا حفص بن ميسرة ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول العبد : مالي مالي ؟ وإنما له من ماله ثلاث : ما أكل فأفنى ، أو لبس فأبلى ، أو تصدق فاقتنى وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس " . تفرد به مسلم .

وقال البخاري : حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان ، حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، سمع أنس بن مالك يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يتبع الميت ثلاثة ، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد : يتبعه أهله وماله وعمله ، فيرجع أهله وماله ، ويبقى عمله " .

وكذا رواه مسلم والترمذي والنسائي من حديث سفيان بن عيينة به .

وقال الإمام أحمد : حدثنا يحيى ، عن شعبة ، حدثنا قتادة ، عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يهرم ابن آدم وتبقى منه اثنتان : الحرص والأمل " . أخرجاه في الصحيحين .

وذكر الحافظ ابن عساكر ، في ترجمة الأحنف بن قيس - واسمه الضحاك - أنه رأى في يد رجل درهما فقال : لمن هذا الدرهم ؟ فقال الرجل : لي . فقال : إنما هو لك إذا أنفقته في أجر أو ابتغاء شكر . ثم أنشد الأحنف متمثلا قول الشاعر :

أنت للمال إذا أمسكته فإذا أنفقته فالمال لك

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو أسامة قال : صالح بن حيان ، حدثني عن ابن بريدة في قوله : ( ألهاكم التكاثر ) قال : نزلت في قبيلتين من قبائل الأنصار في بني حارثة وبني الحارث ، تفاخروا وتكاثروا ، فقالت إحداهما : فيكم مثل فلان بن فلان ، وفلان ؟ وقال الآخرون مثل ذلك ، تفاخروا بالأحياء ، ثم قالوا : انطلقوا بنا إلى القبور . فجعلت إحدى الطائفتين تقول : فيكم مثل فلان ؟ يشيرون إلى القبر - ومثل فلان ؟ وفعل الآخرون مثل ذلك ، فأنزل الله : ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ) لقد كان لكم فيما رأيتم عبرة و

القول في تأويل قوله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه: أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)

يقول تعالى ذكره: ألهاكم أيها الناس المباهاة بكثرة المال والعدد عن طاعة ربكم، وعما ينجيكم من سخطه عليكم.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ) قال: كانوا يقولون: نحن أكثر من بني فلان، ونحن أعدّ من بني فلان، وهم كلّ يوم يتساقطون إلى آخرهم، والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ) قالوا: نحن أكثر من بني فلان، وبنو فلان أكثر من بني فلان، ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلالا.

ورُوي عن النبيّ صلى الله عليه وسلم كلام يدلّ على أن معناه التكاثر بالمال.

* ذكر الخبر بذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن مطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن أبيه أنه انتهى إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وهو يقرأ: ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ) قال: " ابن آدم، ليس لك من مال إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبِست فأبليت، أو تصدّقت فأمضيت " .

حدثنا محمد بن خلف العسقلاني، قال: ثنا آدم، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن أُبيّ بن كعب، قال: كنا نرى أن هذا الحديث من القرآن: " لو أن لابن آدم واديين من مال، لتمنى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب " حتى نـزلت هذه السورة: ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ) إلى آخرها. وقوله صلى الله عليه وسلم بعقب قراءته " ألهاكم " ليس لك من مالك إلا كذا وكذا، ينبئ أن معنى ذلك عنده: ألهاكم التكاثر: المال.

التدبر :

وقفة
[1] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ خطر التفاخر والتباهي بالأموال والأولاد.
وقفة
[1] قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾».
لمسة
[1] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ هذا خبر يراد به الوعظ والتوبيخ، ومعنى ألهاكم: شغلكم، والتكاثر: المباهاة بكثرة المال والأولاد، وأن يقول هؤلاء: «نحن أكثر»، ويقول هؤلاء: «نحن أكثر»، ولما قرأها النبي ﷺ قَالَ: «يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي، مَالِي، وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلاَّ مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ» [مسلم 2958].
لمسة
[1] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ لم يذكر المتكاثر به؛ ليشمل ذلك كل ما يتكاثر به المتكاثرون، ويفتخر به المفتخرون من: التكاثر في الأموال، والأولاد، والأنصار، والجنود، والخدم، والجاه، وغير ذلك مما يقصد به مكاثرة كل واحد للآخر، وليس المقصود به الإخلاص لله تعالى.
لمسة
[1] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ لم يذكر المتكاثر؛ فكل تكاثر ألهي فهو مذموم.
وقفة
[1] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ كل لحظة نقضيها في المكاثرة بأنفسنا لحظة مهدرة من حياتنا بلا قيمة ولا معنى.
وقفة
[1] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ ومنهم من يلهيه التكاثر بالجاه أو بالعلم فيجمعه تكاثرًا وتفاخرًا، وهذا أسوأ حالًا عند الله ممن يكاثر بالمال والجاه.
وقفة
[1] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ النفس مجبولة على حب الطمع والزيادة في كل أمر، وكلما استجبنا لمطلوبها كلما شغلتنا عن جوهر وجودنا.
لمسة
[1] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ ذم التكاثر ولم يذكر المتكاثر عليه؛ ليشمل ويتسع لكل ما يكون المتكاثر عليه.
وقفة
[1] ﴿أَلهاكُمُ التَّكاثُرُ﴾ فكر: ألهاكم عن ماذا؟ عن العبادة؟ عن الذكر؟ عن الصلاة؟ الأمر يستحق الانتباه وبشدة.
وقفة
[1] ﴿أَلهاكُمُ التَّكاثُرُ﴾ ومعلوم أن من اشتغل بشيء أعرض عن غيره.
وقفة
[1] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ كل لحظة تشتغل فيها بالحديث عن نفسك والثناء عليها، هي لحظة إلهاء تضيع من حياتك وتهدر من عمرك.
عمل
[1] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ أيها اللاهون المتكاثرون بالأموال والأولاد وأعراض الحياة وأنتم مفارقون، أيها المخدوعون بما أنتم فيه عما يليه، أيها التاركون ما تتكاثرون فيه وتتفاخرون إلى حفرة ضيقة لا تكاثر فيها ولا تفاخر: استيقظوا وانظروا.
وقفة
[1] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ الناس اليوم كأفراس رهان علي المناصب والمساكن والسيارات والملابس، لا يكاد أحدنا يلتقط أنفاسه من هذه المنافسات الاجتماعية علي حطام الدنيا.
عمل
[1] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ يوبخ الله المنشغلين؛ فلا يكن عيدُكَ اقتناءٌ لما يلهيك من تكاثرِ ملبس ومأكل.
وقفة
[1] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ التكاثر في كل شيء، عدد المعجبين والرتويت والمتابعين فهو من التكاثر الذي تهواه النفس فيخشى أن يلهيها.
وقفة
[1] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ البشر -مهما تنوعت اهتماماتهم- لا أحد يستثني نفسه من تكاثر يقع منه.
وقفة
[1] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ في أي فندق أكلت! من أي (ماركة) لبست! كم بلغ عدد متابعي حسابي! على كم تفضيل حصلت! كم شخص أعاد تغريدتي!
وقفة
[1] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ لا يكن سعيك لكثرة متابعيك في وسائل التواصل، وإنما اسعَ لتقديم ما ينفعهم، فستُسأل ماذا قدمت لهم؟
وقفة
[1] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ طلب الأمور الزائدة والانشغال بها من التكاثر، ومن الأمور التي تلهي عن الله وعن الدار الآخرة.
وقفة
[1] عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ، وَلَنْ يَمْلَأَ فَاهُ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ» [البخاري 6439]، وعَنْ أَنَسٍ عَنْ أُبَيٍّ قَالَ: «كُنَّا نَرَى هَذَا مِنَ القُرْآنِ حَتَّى نَزَلَتْ: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾» [البخاري 6440].
وقفة
[1] قال تعالى: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾، وفي آخرها: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [8]، وفي وسطها: ﴿لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴾ [6]، غالب المتكاثرين سيعيشونه نعيمًا دنيويًا، ثم جحيمًا أخرويًا.
وقفة
[1] ثقافة (التكاثر) في عدد المصلين، والمشاهدين، والحاضرين، والحافظين والمشتركين ...، والتي نقلت الكثرة والقلة من كونها (نبضًا) إلى كونها (معيارًا) للنجاح والفشل، وقلبت (المتبوع) إلى (تابع) جاءت: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾ لتعرِّى حقيقة هذه (اللهاية) والتي سيتلوها (علم اليقين)، فلقد تكرر لفظ (العلم) و(الرؤية) في التكاثر ست مرات.
وقفة
[1] قال حمزة الكناني: «خَرَّجتُ حديثًا واحدًا عن النبي ﷺ من نحو مئتي طريق؛ فداخلني لذلك من الفرح غير قليل، وأُعجبت بذلك، فرأيت يحيى بن معين في المنام، فقلت: يا أبا زكريا، خرّجتُ حديثًا من مئتي طريق! فسكتَ عني ساعة، ثم قال: أخشى أن تدخل هذه تحت: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾».
وقفة
[1] جعل ابن المبارك ثيابًا خاصة لقيام الليل، فلما حضرته الوفاة أمرهم أن يكفن فيها، وقام ليلة كاملة يردد ويبكي: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ﴾.
عمل
[1، 2] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ الفرق واسع بين مال يحملك إلى المقابر، وبين مال تحمله إلى المقابر، فمهد لنفسك قبل دخول قبرك.
وقفة
[1، 2] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ إذا كان الله يسمي مكوثك الطويل في المقبرة (زيارة)؛ فكيف بأيامك المعدودة في الدنيا؟!
وقفة
[1، 2] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ القبور ليست دار إقامة أبدية، وإنما هي منازل في الطريق إلى أرض الحساب.
وقفة
[1، 2] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ يا لقصر هذه الحياة! بئس التكاثر إن لم يكن في الاستزادة للآخرة من الصالحات!
وقفة
[1، 2] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ لا يزال المرء يتمادي في التكاثر والتفاخر حتي يحل الأجل, فيقطع الأمل, ولا ينفع حينئذ إلا حسن العمل.
وقفة
‌[1، 2] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ أغفل تسمية ما يلهي ليبقى الخطاب عامًا لكل زمن بما يناسبه، وليبقى عظةً لكل فرد فيحذر ما يلهيه، وليكون مقصود الآية شاخصًا وهو الحذر من الغفلة والاستعداد للمصير والغاية.
وقفة
[1، 2] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ أي: شغلكم حب الدنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها، وتمادى بكم ذلك حتى جاءكم الموت، وزرتم المقابر، وصرتم من أهلها.
وقفة
‏[1، 2] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ مات عطاء بن أبي رباح وهو أرضى أهل الأرض عند الناس، وما كان يشهد مجلسه إلا تسعة أو ثمانية، حماه الله من معيار الجماهيرية الزائفة وعدد المتابعين واللايكات، وكان أثره رحمه الله أعظم وبركة علمه أكبر، مع أن عدد المستمعين لدرسه (٩) أشخاص فقط.
وقفة
[1، 2] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ لا ولد ولا مال ولا صديق؛ أنت وعملك، الطريق الطويل والميزان دقيق ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ﴾ [البقرة: 197].
وقفة
[1، 2] ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ قال قتادة: «كانوا يقولون: نحن أكثر من بني فلان، ونحن أعدّ من بني فلان، وهم كل يوم يتساقطون إلى آخرهم، والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم».
وقفة
[1، 2] سورة التكاثر: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ قال عمرو بن دينار: «أحلف أن هذه السورة نزلت في التجار».
وقفة
[1، 2] على العبد ألا تشغله الدنيا عن الدين ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾.
عمل
[1، 2] اذهب لزيارة المقابر؛ فإنها تذكر الآخرة ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾.
وقفة
[1، 2] عن ميمون بن مهران قال: «كنت جالسًا عند عمر بن عبد العزيز فقرأ: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾، فبكى، ثم قال: يا ميمون، ما أرى المقابر إلا زيارة؛ ولابد للزائر أن يرجع إلى منزله في الجنة أو النار».
وقفة
[1، 2] تمضي بنا الحياة بزخرفها ونركض خلف شهواتها وملذاتها وننسى صوتًا نديًا يقول لنا: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾.
وقفة
[1، 2] ‏﴿‏أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ الزائر كما هو معروف يزور ويرجع، وبهذا نعرف خطأ ما يذكره بعض الناس الآن في الجرائد وغيرها‏؛‏ لما يقولوا عن الرجل إذا مات‏:‏ ‏‏«إنه انتقل إلى مثواه الأخير».

الإعراب :

  • ﴿ أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ:
  • فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الالف للتعذر والكاف ضمير متصل- ضمير المخاطبين- مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور. التكاثر: فاعل مرفوع بالضمة اي شغلكم التباري- التباهي- في الكثرة او بالاموال والاولاد.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

  • قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ألْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١) حَتّى زُرْتُمُ المَقابِرَ (٢)﴾ قالَ مُقاتِلٌ والكَلْبِيُّ: نَزَلَتْ في حَيَّيْنِ مِن قُرَيْشٍ: بَنِي عَبْدِ مَنافٍ وبَنِي سَهْمٍ، كانَ بَيْنَهُما لِحاءٌ، فَتَعادُّوا السّادَةَ والأشْرافَ أيُّهم أكْثَرُ، فَقالَ بَنُو عَبْدِ مَنافٍ: نَحْنُ أكْثَرُ سَيِّدًا وأعَزُّ عَزِيزًا وأعْظَمُ نَفَرًا. وقالَ بَنُو سَهْمٍ مِثْلَ ذَلِكَ، فَكَثَرَهم بَنُو عَبْدِ مَنافٍ. ثُمَّ قالُوا: نَعُدُّ مَوْتانا. حَتّى زارُوا القُبُورَ فَعَدُّوا مَوْتاهم، فَكَثَرَهم بَنُو سَهُمٍ؛ لِأنَّهم كانُوا أكْثَرَ عَدَدًا في الجاهِلِيَّةِ. وقالَ قَتادَةُ: نَزَلَتْ في اليَهُودِ، قالُوا: نَحْنُ أكْثَرُ مِن بَنِي فُلانٍ، وبَنُو فُلانٍ أكْثَرُ مِن بَنِي فُلانٍ. ألْهاهم ذَلِكَ حَتّى ماتُوا ضُلّالًا. '
  • المصدر

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [1] لما قبلها :     بدأت السورةُ ببيان انشغالِ النَّاسِ بملذَّاتِ الحياةِ، والغَفْلةِ حتَّى يأتيَ الموتُ، قال تعالى:
﴿ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

ألهاكم:
1- على الخبر، وهى قراءة الجمهور.
وقرئ:
2- بالمد، على الاستفهام، وهى قراءة ابن عباس، وعائشة، ومعاوية، وأبى عمران الجونى، وأبى صالح، ومالك بن دينار، وأبى الجوزاء.
3- بهمزتين، وهى قراءة الشعبي، وأبى العالية، وابن أبى عبلة، والكسائي، فى رواية.

مدارسة الآية : [2] :التكاثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ

التفسير :

[2] واستمر اشتغالكم بذلك إلى أن صرتم إلى المقابر، ودُفنتم فيها.

فاستمرت غفلتكم ولهوتكم [وتشاغلكم]{ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} فانكشف لكم حينئذ الغطاء، ولكن بعد ما تعذر عليكم استئنافه.

ودل قوله:{ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} أن البرزخ دار مقصود منها النفوذ إلى الدار الباقية، أن الله سماهم زائرين، ولم يسمهم مقيمين.

حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ أى: بقيتم على هذه الحال، حتى أتاكم الموت، ودفنتم في قبوركم، وانصرف عنكم أحب الناس إليكم، وبقيتم وحدكم.

والخطاب عام لكل عاقل، ويدخل فيه المشركون والفاسقون، الذين آثروا الدنيا على الآخرة دخولا أوليا.

فالمراد بزيارة المقابر: انتهاء الآجال، والدفن في القبور بعد الموت. وعبر- سبحانه- عن ذلك بالزيارة. لأن الميت يأتى الى القبر كالزائر له، ثم بعد ذلك يخرج منه يوم البعث والنشور، للحساب والجزاء، فوجوده في القبر إنما هو وجود مؤقت بوقت يعلمه الله- تعالى-.

وقد روى أن أعرابيا عند ما سمع هذه الآية قال: بعثوا ورب الكعبة، فقيل له كيف ذلك؟

فقال: لأن الزائر لا بد أن يرتحل.

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التهالك على حطام الدنيا، في أحاديث كثيرة منها ما رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن الشّخّير قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول:

«ألهاكم التكاثر قال: يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك من مالك يا ابن آدم إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت» .

وقال قتادة : ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ) كانوا يقولون نحن أكثر من بني فلان ونحن أعد من بني فلان ، وهم كل يوم يتساقطون إلى آخرهم ، والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم .

والصحيح أن المراد بقوله : ( زرتم المقابر ) أي : صرتم إليها ودفنتم فيها ، كما جاء في الصحيح : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من الأعراب يعوده ، فقال : " لا بأس ، طهور إن شاء الله " . فقال : قلت : طهور ؟! بل هي حمى تفور ، على شيخ كبير ، تزيره القبور ! قال : " فنعم إذا " .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني ، أخبرنا حكام بن سلم الرازي ، عن عمرو بن أبي قيس ، عن الحجاج ، عن المنهال ، عن زر بن حبيش عن علي قال : ما زلنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت : ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر )

ورواه الترمذي ، عن أبي كريب ، عن حكام بن سلم [ به ] وقال : غريب .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا سلمة بن داود العرضي ، حدثنا أبو المليح الرقي ، عن ميمون بن مهران قال : كنت جالسا عند عمر بن عبد العزيز ، فقرأ : ( ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر ) فلبث هنيهة فقال : يا ميمون ، ما أرى المقابر إلا زيارة ، وما للزائر بد من أن يرجع إلى منزله .

قال أبو محمد : يعني أن يرجع إلى منزله - إلى جنة أو نار . وهكذا ذكر أن بعض الأعراب سمع رجلا يتلو هذه الآية : ( حتى زرتم المقابر ) فقال : بعث اليوم ورب الكعبة . أي : إن الزائر سيرحل من مقامه ذلك إلى غيره .

وقوله: ( حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ) يعني: حتى صرتم إلى المقابر فدفنتم فيها؛ وفي هذا دليل على صحة القول بعذاب القبر، لأن الله تعالى ذكره، أخبر عن هؤلاء القوم الذين ألهاهم التكاثر، أنهم سيعلمون ما يلقون إذا هم زاروا القبور وعيدا منه لهم وتهدّدا.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا ابن عطية، عن قيس، عن حجاج، عن المنهال، عن زِرّ، عن عليّ، قال: كنا نشكّ في عذاب القبر، حتى نـزلت هذه الآية: ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ) ... إلى: ( كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) في عذاب القبر.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام بن سلم، عن عنبسة، عن ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن زِرّ، عن عليّ، قال: نـزلت ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ) في عذاب القبر.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام، عن عمرو، عن الحجاج، عن المنهال بن عمرو، عن زِرّ، عن عليّ، قال: ما زلنا نشكّ في عذاب القبر، حتى نـزلت: ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ) .

التدبر :

وقفة
[2] ﴿حَتّى زُرتُمُ المَقابِرَ﴾ حيث لا ينفع مال ولا بنون.
وقفة
[2] ﴿حَتّى زُرتُمُ المَقابِرَ﴾ إذا كانت الإقامة في القبر مجرد زيارة، مع أنها قد تمتد آلاف السنين، فبِمَ نصف إقامتنا في الدنيا التي لا تتجاوز عدد سنين؟ تأمل: ﴿قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ﴾ [المؤمنون: 113]، فيا طول حسرة المفرطين!
وقفة
[2] ﴿حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ القبر مكان زيارة سرعان ما ينتقل منه الناس إلى الدار الآخرة.
وقفة
[2] ﴿حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ جاءكم الموت فصرتم من أهل القبور، وعبر بالزيارة دلالة على عدم المقام، قال عمر بن عبد العزيز: ما أرى المقابر إلا زيارة، وما للزائر بدٌّ أن يرجع إلى منزله.
وقفة
[2] ﴿حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ إشارة لطيفة أنه حتى موت اﻹنسان ودفنه في هذه الدنيا ما هو إﻻ (زيارة)، فالموت ليس نهاية المطاف.
وقفة
[2] ﴿حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ الناس في الدنيا عابرو سبيل، ثم ينتقلون منها إلى زيارة القبور، ثم ينتقلون من القبور إلى المستقر النهائي في دار السعير أو دار الحبور، فهي ثلاث مراحل يمرّ بها كل عبد: 1- الحياة الدنيا كعابر سبيل. 2- حياة البرزخ كزائر إلى يوم البعث. 3- موقف يوم القيامة إلى الجنة أو النار.
وقفة
[2] ﴿حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ مجرد زيارة في القبر آلاف السنين، وكم فيها من موتى! فكيف بإقامتنا في الدنيا التي لا تتجاوز الثمانين عامًا.
وقفة
[2] ﴿حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ ينبغي للعاقل أن ينتبه لهذه الزيارة، إما أن تكون زيارة إلى روضة من رياض الجنة، أو إلى حفرة من حفر النار.
وقفة
[2] ﴿حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ حياة برزخية، ثم يعود الخلق لرب البرية.
وقفة
[2] ﴿حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾ المقابر مرحلة زيارة، وليست هي المثوى الاخير، فورائها حساب وجنة أو نار.
وقفة
[2] ‏الدنيا ممر، والقبر زيارة، والآخرة دار الخلود، والعاقل يجتهد في دنياه ليرتاح في قبره ويفوز في آخرته، قال الله ﷻ: ﴿حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ﴾.

الإعراب :

  • ﴿ حَتَّى زُرْتُمُ:
  • حرف غاية وابتداء. زرتم: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل- وهو ضمير المخاطبين- والميم علامة الجمع.
  • ﴿ الْمَقابِرَ:
  • مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وزيارة المقابر عبارة عن الموت اي صرتم الى المقابر فتكاثرتم بالاموات وفي القول الكريم تهكم بهم.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

  • قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ألْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١) حَتّى زُرْتُمُ المَقابِرَ (٢)﴾ قالَ مُقاتِلٌ والكَلْبِيُّ: نَزَلَتْ في حَيَّيْنِ مِن قُرَيْشٍ: بَنِي عَبْدِ مَنافٍ وبَنِي سَهْمٍ، كانَ بَيْنَهُما لِحاءٌ، فَتَعادُّوا السّادَةَ والأشْرافَ أيُّهم أكْثَرُ، فَقالَ بَنُو عَبْدِ مَنافٍ: نَحْنُ أكْثَرُ سَيِّدًا وأعَزُّ عَزِيزًا وأعْظَمُ نَفَرًا. وقالَ بَنُو سَهْمٍ مِثْلَ ذَلِكَ، فَكَثَرَهم بَنُو عَبْدِ مَنافٍ. ثُمَّ قالُوا: نَعُدُّ مَوْتانا. حَتّى زارُوا القُبُورَ فَعَدُّوا مَوْتاهم، فَكَثَرَهم بَنُو سَهُمٍ؛ لِأنَّهم كانُوا أكْثَرَ عَدَدًا في الجاهِلِيَّةِ. وقالَ قَتادَةُ: نَزَلَتْ في اليَهُودِ، قالُوا: نَحْنُ أكْثَرُ مِن بَنِي فُلانٍ، وبَنُو فُلانٍ أكْثَرُ مِن بَنِي فُلانٍ. ألْهاهم ذَلِكَ حَتّى ماتُوا ضُلّالًا. '
  • المصدر

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [2] لما قبلها :     ولَمَّا كانُوا يُنْكِرُونَ البَعْثَ، ويَعْتَقِدُونَ دَوامَ الإقامَةَ في القُبُورِ؛ عَبَّرَ بِالزِّيارَةِ إشارَةً إلى أنَّ البَعْثَ لا بُدَّ مِنهُ ولا مِرْيَةَ فِيهِ، وأنَّ اللُّبْثَ في البَرْزَخِ وإنْ طالَ فَإنَّما هو كَلُبْثِ الزّائِرِ عِنْدَ مُزَوِّرِهِ في جَنْبِ الإقامَةِ بَعْدَ البَعْثِ في دارِ النَّعِيمِ أوْ غارِ الجَحِيمِ، قال تعالى:
﴿ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [3] :التكاثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ

التفسير :

[3] ما هكذا ينبغي أن يُلْهيكم التكاثر بالأموال، سوف تتبيَّنون أن الدار الآخرة خير لكم.

{ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} أي:لو تعلمون ما أمامكم علمًا يصل إلى القلوب، لما ألهاكم التكاثر، ولبادرتم إلى الأعمال الصالحة.

وقوله- تعالى-: كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ. ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ردع وزجر عن الانشغال عن طاعة الله، وعن التكاثر بالأموال والأولاد.

وكرر لفظ «كلا» ثلاث مرات في هذه السورة، لتأكيد هذا الزجر والردع عن كل ما يشغل الإنسان عن وجوه الخير والبر.

والتعبير بقوله: سَوْفَ لزيادة الزجر، ولتحقيق حصول العلم، وحذف مفعول تَعْلَمُونَ لظهوره من المقام. أى: اتركوا التشاغل بالدنيا والتفاخر بالأموال، فإنكم إن بقيتم على ذلك بدون توبة صادقة، فسوف تعرفون سوء عاقبة ذلك معرفة لا يخامرها شك، ولا يفارقها ريب.

وجملة ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ مؤكدة تأكيدا لفظيا للجملة التي قبلها، وهذا التأكيد المقصود منه المبالغة في الردع والزجر والتحذير من التكاثر والتفاخر ...

قال الحسن البصري هذا وعيد بعد وعيد وقال الضحاك " كلا سوف تعلمون " يعني الكفار.

وقوله: ( كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) يعني تعالى ذكره بقوله: كلا ما هكذا ينبغي أن تفعلوا، أن يُلْهِيَكُم التكاثر.

وقوله: ( سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) يقول جلّ ثناؤه: سوف تعلمون إذا زرتم المقابر، أيها الذين ألهاهم التكاثر، غبّ فعلكم، واشتغالكم بالتكاثر في الدنيا عن طاعة الله ربكم.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[3، 4] ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ لو وصلت حقيقة العلم إلى القلب لما ألهاه التكاثر عن العمل، ومجرد العلم لا يدفع للعمل، لكن إذا حاز علم اليقين كان الحرص على العمل أشد، فإذا صار عين يقين كأنك تشاهده، كان العمل أسهل وأيسر.
وقفة
‏[3، 4] ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ العلم الأول عند نزول الموت ومعاينة الملائكة، والعلم الثاني في القبر.

الإعراب :

  • ﴿ كَلَّا سَوْفَ:
  • حرف ردع وتنبيه على انه لا ينبغي ان لا يهتم الناظر لنفسه بدينه. وقيل حرف ردع وزجر لا عمل له ويجوز ان يكون بمعنى «حقا» وليس ردا. سوف: حرف تسويف- استقبال- فيه وعيد وتهديد وانذار ليخافوا فينتبهوا عن غفلتهم.
  • ﴿ تَعْلَمُونَ:
  • فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل وحذف المفعول لانه مفهوم من السياق اي سوف تعلمون الخطأ فيما انتم عليه.

المتشابهات :

النبإ: 4﴿ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ
النبإ: 5﴿ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ
التكاثر: 3﴿ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ *
التكاثر: 4﴿ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [3] لما قبلها :     وبعد بيان حالِهم؛ نبههم إلى خطإ ما هم فيه، وزجرهم عن البقاء على تلك الحال التي لها وخيم العاقبة، قال تعالى:
﴿ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [4] :التكاثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ

التفسير :

[4] ثم احذروا سوف تعلمون سوء عاقبة انشغالكم عنها.

{ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} أي:لو تعلمون ما أمامكم علمًا يصل إلى القلوب، لما ألهاكم التكاثر، ولبادرتم إلى الأعمال الصالحة.

وجملة ( ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) مؤكدة تأكيدا لفظيا للجملة التى قبلها ، وهذا التأكيد المقصود منه المبالغة فى الردع والزجر والتحذير من التكاثر والتفاخر . .

يعني أيها المؤمنون.

وقوله: ( ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) يقول: ثم ما هكذا ينبغي أن تفعلوا أن يلهيكم التكاثر بالأموال، وكثرة العدد، سوف تعلمون إذا زرتم المقابر، ما تلقون إذا أنتم زرتموها، من مكروه اشتغالكم عن طاعة ربكم بالتكاثر. وكرّر قوله: ( كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) مرتين، لأن العرب إذا أرادت التغليظ في التخويف والتهديد كرّروا الكلمة مرتين.

ورُوي عن الضحاك في ذلك ما حدثنا به ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن أبي سنان، عن ثابت، عن الضحاك ( كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) قال: الكفار ( ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) قال: المؤمنون. وكذلك كان يقرأها.

المعاني :

لم يذكر المصنف هنا شيء

التدبر :

وقفة
[3، 4] ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾ (سوف يعلمون) لديهم فسحة من الوقت ليتداركوا أنفسهم، فيؤمنوا بعلم اليقين قبل أن يروا العذاب ويذوقوه حق اليقين.

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ
  • معطوفة بثم على الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها وهي توكيد لفظي لانها مكررة اي تأكيد للردع والانذار عليهم وهو ابلغ من الاول واشد.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [4] لما قبلها :     وبعد زجرهم؛ أَكَّدَ الزَّجرَ والوعيدَ، فقال تعالى:
﴿ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [5] :التكاثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ

التفسير :

[5] ما هكذا ينبغي أن يلهيكم التكاثر بالأموال، لو تعلمون حق العلم لانزجرتم، ولبادرتم إلى إنقاذ أنفسكم من الهلاك

{ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} أي:لو تعلمون ما أمامكم علمًا يصل إلى القلوب، لما ألهاكم التكاثر، ولبادرتم إلى الأعمال الصالحة.

ثم أضاف- سبحانه- إلى كل ما سبق من تحذيرات، زواجر أخرى فقال: كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ. لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ. ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ ...

وجواب «لو» محذوف لقصد التهويل، و «اليقين» فعيل بمعنى مفعول، وعلم اليقين هو العلم الجازم المطابق للواقع الذي لا شك فيه. والإضافة فيه من إضافة الموصوف إلى الصفة، أو من إضافة العام الى الخاص.

أى: لو تعلمون- علما موثوقا به- سوء عاقبة انشغالكم عن ذكر الله- تعالى- وتكاثركم وتفاخركم بالأموال والأولاد ... لشغلكم هذا العلم اليقيني عما أنتم عليه من التشاغل والتكاثر.

فالمقصود بهذه الجملة الكريمة: الزيادة في ردعهم، لأنه من عادة الغافلين المكابرين. أنك إذا ذكرتهم بالحق وبالرشاد ... زعموا أنهم ليسوا في حاجة إلى هذا الإرشاد، لأنهم أهل علم ومعرفة بالعواقب، فكانت هذه الآية الكريمة بمثابة تنبيههم بأنهم ليسوا على شيء من العلم الصحيح، لأنهم لو كانوا كذلك لما تفاخروا، ولما تكاثروا.

وقوله تعالى " كلا لو تعلمون علم اليقين " أي لو علمتم حق العلم لما ألهاكم التكاثر عن طلب الدار الآخرة حتى صرتم إلى المقابر.

وقوله: ( كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ) يقول تعالى ذكره: ما هكذا ينبغي أن تفعلوا، أن يلهيكم التكاثر أيها الناس، لو تعلمون أيها الناس علما يقينا، أن الله باعثكم يوم القيامة من بعد مماتكم من قبوركم ما ألهاكم التكاثر عن طاعة الله ربكم، ولسارعتم إلى عبادته، والانتهاء إلى أمره ونهيه، ورفض الدنيا إشفاقا على أنفسكم من عقوبته.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ) كنا نحدَّث أن علم اليقين: أن يعلم أنَّ الله باعثه بعد الموت.

التدبر :

وقفة
[5] ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ﴾ قد نتعب بالدنيا وترهق روحنا، ونظن أن العذاب قسمتنا، لكن ما أحزن الله عين بالدنيا إﻻ وأفرحها باﻵخرة.
وقفة
[5] ﴿كَلّا لَو تَعلَمونَ عِلمَ اليَقينِ﴾ وأنكم خلقتم لعبادة خالقكم، وأنكم مبعوثون للحساب على ما عملتم.
وقفة
[5] ﴿كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ﴾ جوابٌ (لَوْ) محذوفٌ، تقديره: لو تعلمونَ الأمر يقينًا، لشغلكم ما تعلمون عن التكاثر والتفاخر.
وقفة
[3-5] ﴿كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ علْمَ اليَقِينِ﴾ (كَلاَّ) في المواضع الثلاثة: قيل: للرَّدع والزجر عن التكاثر، وقيل: بمعنى حقًّا، وقيل: الأوَّلان للردع والزجر، والثالث بمعنى حقًّا، وهو أشهرها.

الإعراب :

  • ﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ:
  • بدل من الاولى. لو: حرف شرط غير جازم وجواب الشرط محذوف. التقدير: لفعلتم ما لا يوصف. تعلمون: سبق اعرابها وقيل «لو» حرف تمن.
  • ﴿ عِلْمَ الْيَقِينِ:
  • مفعول مطلق- مصدر- لبيان نوع الفعل منصوب بالفتحة وهو مضاف. اليقين: مضاف اليه مجرور بالاضافة وعلامة جره الكسرة اي تعلمون ذلك علما يقينا حقا. وقال الاخفش: الاصل: وعلم اليقين وهو قسم فحذفت واو القسم فنصب «علم».

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [5] لما قبلها :     وبعد أن أَكَّدَ الزَّجرَ والوعيدَ؛ أُعيدَ الزَّجرُ ثالِثَ مرَّةٍ؛ زيادةً في إبطالِ ما هم عليه مِن اللَّهوِ عن التَّدَبُّرِ في أقوالِ القُرآنِ، لعَلَّهم يُقلِعونَ عن انكبابِهم على التَّكاثُرِ ممَّا هم يَتكاثَرونَ فيه، قال تعالى:
﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [6] :التكاثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ

التفسير :

[6]لتبصرُنَّ الجحيم

ولكن عدم العلم الحقيقي، صيركم إلى ما ترون،{ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} أي:لتردن القيامة، فلترون الجحيم التي أعدها الله للكافرين.

وقوله - سبحانه - : ( لَتَرَوُنَّ الجحيم ) جواب قسم مقدر ، قصد به تأكيد الوعيد الشديد فى التهديد ، وبيان أن المهدد به رؤية الجحيم فى الآخرة ، أى : والله لترون الجحيم فى الآخرة .

ثم قال " لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين " هذا تفسير الوعيد المتقدم وهو قوله " كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون " توعدهم بهذا الحال وهو رؤية أهل النار التي إذا زفرت زفرة واحدة خر كل ملك مقرب ونبي مرسل على ركبتييه من المهابة ولعظمه ومعاينة الأهوال على ما جاء به الأثر المروي في ذلك.

وقوله: ( لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ) اختلفت القراء في قراءة ذلك؛ فقرأته قراء الأمصار: ( لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ) بفتح التاء من ( لَتَرَوُنَّ ) في الحرفين كليهما، وقرأ ذلك الكسائي بضم التاء من الأولى، وفتحها من الثانية.

والصواب عندنا في ذلك الفتح فيهما كليهما، لإجماع الحجة عليه. وإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: لترونّ أيها المشركون جهنم يوم القيامة، ثم لترونها عيانا لا تغيبون عنها.

التدبر :

وقفة
[6] ﴿لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴾ أي أقسم أنكم ستشاهدون الجحيم عيانًا ويقينًا، قال الألوسي: «هذا جواب قسم مضمر، أكد به الوعيد، وشدد به التهديد، وأوضح به ما أنذروه بعد إبهامه تفخيمًا، أي والله لترون الجحيم».
تفاعل
‏[6] ﴿لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ﴾ استعذ بالله من عذاب النار.

الإعراب :

  • ﴿ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ:
  • اللام واقعة في جواب قسم محذوف والجملة جواب قسم محذوف لا محل لها من الاعراب. التقدير: والله لترون الجحيم. هذا اذا لم يكن «العلم» في «عِلْمَ الْيَقِينِ» قسما وفي حالة جعله قسما تكون اللام جوابه او موصلة له. الجحيم: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. اما «ترون» فهي فعل مضارع مبني على حذف النون لانه من الافعال الخمسة وسبب بنائه على حذف النون اتصاله بنون التوكيد الثقيلة وواو الجماعة المحذوفة لالتقائها ساكنة مع نون التوكيد الثقيلة في محل رفع فاعل. ونون التوكيد الثقيلة لا محل لها من الاعراب. والقسم هنا لتوكيد الوعيد وان ما اوعدوا به لا شك فيه.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [6] لما قبلها :     وبعد الزَّجرِ والرَّدعِ المُكرَّر؛ أتبعه بجواب قسم مقدر، قصد به تأكيد الوعيد الشديد في التهديد، وبيان أن المهدد به رؤية الجحيم في الآخرة، قال تعالى:
﴿ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لترون:
قرئ:
1- بضم التاء، وهى قراءة ابن عامر، والكسائي.
2- بفتحها، وهى قراءة باقى السبعة، وعلى، وابن كثير، فى رواية، وعاصم، فى رواية.

مدارسة الآية : [7] :التكاثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ

التفسير :

[7]ثم لتبصرُنَّها دون ريب

{ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} أي:رؤية بصرية، كما قال تعالى:{ وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا} .

ثم أكد- سبحانه- هذا المعنى تأكيدا قويا فقال: ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ أى: ثم لترون الجحيم رؤية هي ذات اليقين ونفسه وعينه، وذلك بأن تشاهدوها مشاهدة حقيقية، بحيث لا يلتبس عليكم أمرها.

وقد قالوا إن مراتب العلم ثلاثة: علم اليقين وهو ما كان ناتجا عن الأدلة والبراهين.

وعين اليقين: وهو ما كان عن مشاهدة وانكشاف.

وحق اليقين: وهو ما كان عن ملابسة ومخالطة.

ومثال ذلك أن تعلم بالأدلة أن الكعبة موجودة، فذلك علم اليقين، فإذا رأيتها بعينيك فذلك عين اليقين، فإذا ما دخلت في جوفها فذلك حق اليقين ...

فأنت ترى أنه- سبحانه- قد حذر الناس من الاشتغال عن طاعته، ومن التباهي والتكاثر، بأبلغ أساليب التأكيد وأقواها.

ثم قال " لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين " هذا تفسير الوعيد المتقدم وهو قوله " كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون " توعدهم بهذا الحال وهو رؤية أهل النار التي إذا زفرت زفرة واحدة خر كل ملك مقرب ونبي مرسل على ركبتييه من المهابة ولعظمه ومعاينة الأهوال على ما جاء به الأثر المروي في ذلك.

حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: ( ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ) يعني: أهل الشرك.

التدبر :

وقفة
[7] ﴿ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ﴾ ما أكثر العقول المكذبة والتي لن تصدق أن هناك مشهد آخر وحياة أبدية آخرى، ولن يصدقوا إﻻ بعد فوات اﻷوان.

الإعراب :

  • ﴿ مَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ
  • معطوفة بثم على الآية الكريمة السابقة وتعرب اعرابها و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به اي الرؤية التي هي نفس اليقين ويجوز ان يراد بالرؤية العلم والابصار وفي التكرار تغليظ في التهديد وزيادة في التهويل

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [7] لما قبلها :     وبعد الوعيد والتَّهديد؛ كرَّر الوعيد والتَّهديد للتَّأكيد، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

مدارسة الآية : [8] :التكاثر     المصدر: موسوعة الحفظ الميسر

﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ

التفسير :

[8] ثم لتسألُنَّ يوم القيامة عن كل أنواع النعيم.

{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} الذي تنعمتم به في دار الدنيا، هل قمتم بشكره، وأديتم حق الله فيه، ولم تستعينوا به، على معاصيه، فينعمكم نعيمًا أعلى منه وأفضل.

أم اغتررتم به، ولم تقوموا بشكره؟ بل ربما استعنتم به على معاصي الله فيعاقبكم على ذلك، قال تعالى:{ وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} الآية.

ثم ختم- سبحانه- السورة بقوله: ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ، والمراد بالنعيم هنا: ما يتنعم به الإنسان خلال حياته الدنيوية من مال وولد، ومن طعام وشراب، ومن متعة وشهوة ... من النعومة التي هي ضد الخشونة.

أى: ثم إنكم بعد ذلك- أيها الناس- والله لتسألن يوم القيامة عن ألوان النعم التي منحكم الله- تعالى- إياها، فمن أدى ما يجب عليه نحوها من شكر الله- تعالى- عليها كان من السعداء، ومن جحدها وغمطها وشغلته عن طاعة ربه، وتباهي وتفاخر بها ... كان من الأشقياء، كما قال- تعالى-: وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ.

فالمراد بالسؤال إنما هو سؤال التكريم والتبشير للمؤمنين الشاكرين، وسؤال الإهانة والتوبيخ للفاسقين الجاحدين.

والآية الكريمة دعوة حارة للناس، إلى شكر نعمه- تعالى- واستعمالها فيما خلقت له.

قال القرطبي ما ملخصه: والسؤال يكون للمؤمن والكافر ... والجمع بين الأخبار التي وردت في ذلك: أن الكل يسألون، ولكن سؤال الكافر توبيخ، لأنه قد ترك الشكر، وسؤال المؤمن سؤال تشريف، لأنه قد شكر، وهذا النعيم في كل نعمة ... .

نسأل الله- تعالى- أن يجعلنا من عباده الشاكرين ...

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...

وقوله : ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) أي : ثم لتسألن يومئذ عن شكر ما أنعم الله به عليكم ، من الصحة والأمن والرزق وغير ذلك . ما إذا قابلتم به نعمه من شكره وعبادته .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا زكريا بن يحيى الخزاز المقري ، حدثنا عبد الله بن عيسى أبو خالد الخزاز ، حدثنا يونس بن عبيد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه سمع عمر بن الخطاب يقول : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الظهيرة ، فوجد أبا بكر في المسجد فقال : " ما أخرجك هذه الساعة ؟ " قال : أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله . قال : وجاء عمر بن الخطاب فقال : " ما أخرجك يا ابن الخطاب ؟ " قال أخرجني الذي أخرجكما . قال : فقعد عمر وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثهما ، ثم قال : " هل بكما من قوة ، تنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان طعاما وشرابا وظلا ؟ " قلنا : نعم . قال : " مروا بنا إلى منزل ابن التيهان أبي الهيثم الأنصاري " . قال : فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أيدينا ، فسلم واستأذن - ثلاث مرات - وأم الهيثم من وراء الباب تسمع الكلام ، تريد أن يزيدها رسول الله صلى الله عليه وسلم من السلام ، فلما أراد أن ينصرف خرجت أم الهيثم تسعى خلفهم ، فقالت : يا رسول الله ، قد - والله - سمعت تسليمك ، ولكن أردت أن تزيدنا من سلامك . فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خيرا " . ثم قال : " أين أبو الهيثم ؟ لا أراه " . قالت : يا رسول الله ، هو قريب ذهب يستعذب الماء ، ادخلوا فإنه يأتي الساعة إن شاء الله ، فبسطت - بساطا تحت شجرة ، فجاء أبو الهيثم ففرح بهم وقرت عيناه بهم ، فصعد على نخلة فصرم لهم أعذاقا ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حسبك يا أبا الهيثم " . قال : يا رسول الله ، تأكلون من بسره ، ومن رطبه ، ومن تذنوبه ، ثم أتاهم بماء فشربوا عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا من النعيم الذي تسألون عنه " هذا غريب من هذا الوجه .

وقال ابن جرير : حدثني الحسين بن علي الصدائي ، حدثنا الوليد بن القاسم ، عن يزيد بن كيسان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال : بينما أبو بكر وعمر جالسان ، إذ جاءهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما أجلسكما هاهنا ؟ " قالا : والذي بعثك بالحق ما أخرجنا من بيوتنا إلا الجوع . قال : " والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره " . فانطلقوا حتى أتوا بيت رجل من الأنصار فاستقبلتهم المرأة ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : " أين فلان ؟ " فقالت : ذهب يستعذب لنا ماء . فجاء صاحبهم يحمل قربته فقال : مرحبا ، ما زار العباد شيء أفضل من شيء زارني اليوم . فعلق قربته بكرب نخلة وانطلق فجاءهم بعذق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا كنت اجتنيت " ؟ فقال : أحببت أن تكونوا الذين تختارون على أعينكم . ثم أخذ الشفرة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إياك والحلوب ؟ " فذبح لهم يومئذ ، فأكلوا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لتسألن عن هذا يوم القيامة . أخرجكم من بيوتكم الجوع ، فلم ترجعوا حتى أصبتم هذا ، فهذا من النعيم " .

ورواه مسلم من حديث يزيد بن كيسان به ، ورواه أبو يعلى ، وابن ماجه من حديث المحاربي ، عن يحيى بن عبيد الله ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن أبي بكر الصديق به ، وقد رواه أهل السنن الأربعة ، من حديث عبد الملك بن عمير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، بنحو من هذا السياق وهذه القصة .

وقال الإمام أحمد : حدثنا سريج ، حدثنا حشرج ، عن أبي نصرة ، عن أبي عسيب - يعني مولى رسول الله - قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا فمر بي ، فدعاني فخرجت إليه ، ثم مر بأبي بكر فدعاه فخرج إليه ، ثم مر بعمر فدعاه فخرج إليه ، فانطلق حتى أتى حائطا لبعض الأنصار ، فقال لصاحب الحائط : " أطعمنا " . فجاء بعذق فوضعه ، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، ثم دعا بماء بارد فشرب ، وقال : " لتسألن عن هذا يوم القيامة " . قال : فأخذ عمر العذق فضرب به الأرض ، حتى تناثر البسر قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : يا رسول الله ، إنا لمسئول عن هذا يوم القيامة ؟ قال : " نعم ، إلا من ثلاثة : خرقة لف بها الرجل عورته ، أو كسرة سد بها جوعته ، أو جحر تدخل فيه من الحر والقر " تفرد به أحمد .

وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الصمد ، حدثنا حماد ، حدثنا عمار : سمعت جابر بن عبد الله يقول : أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر رطبا ، وشربوا ماء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا من النعيم الذي تسألون عنه " .

ورواه النسائي من حديث حماد بن سلمة [ عن عمار بن أبي عمار ، عن جابر ] به .

وقال الإمام أحمد : حدثنا أحمد : حدثنا يزيد ، حدثنا محمد بن عمرو ، عن صفوان بن سليم ، عن محمود بن الربيع قال : لما نزلت : ( ألهاكم التكاثر ) فقرأ حتى بلغ : ( لتسألن يومئذ عن النعيم ) قالوا : يا رسول الله ، عن أي نعيم نسأل ؟ وإنما هما الأسودان الماء والتمر ، وسيوفنا على رقابنا ، والعدو حاضر ، فعن أي نعيم نسأل ؟ قال أما إن ذلك سيكون " .

وقال أحمد : حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو ، حدثنا عبد الله بن سليمان ، حدثنا معاذ بن عبد الله بن خبيب ، عن أبيه ، عن عمه قال : كنا في مجلس فطلع علينا النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسه أثر ماء ، فقلنا : يا رسول الله ، نراك طيب النفس . قال : " أجل " . قال : ثم خاض الناس في ذكر الغنى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا بأس بالغنى لمن اتقى الله ، والصحة لمن اتقى الله خير من الغنى ، وطيب النفس من النعيم " .

ورواه ابن ماجه ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن خالد بن مخلد ، عن عبد الله بن سليمان به .

وقال الترمذي : حدثنا عبد بن حميد ، حدثنا شبابة ، عن عبد الله بن العلاء ، عن الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزم الأشعري قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن أول ما يسأل عنه - يعني يوم القيامة - العبد من النعيم أن يقال له : ألم نصح لك جسمك ، ونروك من الماء البارد ؟ " .

تفرد به الترمذي . ورواه ابن حبان في صحيحه ، من طريق الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن العلاء بن زير به .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا مسدد ، حدثنا سفيان ، عن محمد بن عمرو ، عن يحيى بن حاطب ، عن عبد الله بن الزبير قال : قال الزبير : لما نزلت : ( [ ثم ] لتسألن يومئذ عن النعيم ) قالوا : يا رسول الله ، لأي نعيم نسأل عنه ، وإنما هما الأسودان التمر والماء ؟ قال : " إن ذلك سيكون " . وكذا رواه الترمذي وابن ماجه ، من حديث سفيان - هو ابن عيينة - به ، ورواه أحمد عنه ، وقال الترمذي : حسن .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبد الله الظهراني ، حدثنا حفص بن عمر العدني ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة قال : لما نزلت هذه الآية : ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) قالت الصحابة : يا رسول الله ، وأي نعيم نحن فيه ، وإنما نأكل في أنصاف بطوننا خبز الشعير ؟ فأوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وسلم : قل لهم : أليس تحتذون النعال ، وتشربون الماء البارد ؟ فهذا من النعيم .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو زرعة ، حدثنا إبراهيم بن موسى ، أخبرنا محمد بن سليمان بن الأصبهاني ، عن ابن أبي ليلى - أظنه عن عامر - عن ابن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : ( [ ثم ] لتسألن يومئذ عن النعيم ) قال : " الأمن والصحة " .

وقال زيد بن أسلم ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) يعني : شبع البطون ، وبارد الشراب ، وظلال المساكن ، واعتدال الخلق ، ولذة النوم . رواه ابن أبي حاتم بإسناده المتقدم ، عنه في أول السورة .

وقال سعيد بن جبير : حتى عن شربة عسل . وقال مجاهد : عن كل لذة من لذات الدنيا . وقال الحسن البصري : نعيم الغداء والعشاء ، وقال أبو قلابة : من النعيم أكل العسل والسمن بالخبز النقي . وقول مجاهد هذا أشمل هذه الأقوال .

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) قال : النعيم : صحة الأبدان والأسماع والأبصار ، يسأل الله العباد فيما استعملوها ، وهو أعلم بذلك منهم ، وهو قوله تعالى : ( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) [ الإسراء : 36 ] .

وثبت في صحيح البخاري ، وسنن الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، من حديث عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ " .

ومعنى هذا : أنهم مقصرون في شكر هاتين النعمتين ، لا يقومون بواجبهما ، ومن لا يقوم بحق ما وجب عليه ، فهو مغبون .

وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا القاسم بن محمد بن يحيى المروزي ، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، حدثنا أبو حمزة ، عن ليث ، عن أبي فزارة ، عن يزيد بن الأصم ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما فوق الإزار ، وظل الحائط ، وخبز ، يحاسب به العبد يوم القيامة ، أو يسأل عنه " ثم قال : لا نعرفه إلا بهذا الإسناد .

وقال الإمام أحمد : حدثنا بهز وعفان ، قالا : حدثنا حماد - قال عفان في حديثه : قال إسحاق بن عبد الله ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقول الله عز وجل - قال عفان : يوم القيامة - : يا ابن آدم ، حملتك على الخيل والإبل ، وزوجتك النساء ، وجعلتك تربع وترأس ، فأين شكر ذلك ؟ " تفرد به من هذا الوجه .

آخر تفسير سورة " التكاثر " [ ولله الحمد والمنة ]

وقوله: ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) يقول: ثم ليسألنكم الله عزّ وجلّ عن النعيم الذي كنتم فيه في الدنيا: ماذا عملتم فيه، من أين وصلتم إليه، وفيم أصبتموه، وماذا عملتم به.

واختلف أهل التأويل في ذلك النعيم ما هو؟ فقال بعضهم: هو الأمن والصحة.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عباد بن يعقوب، قال. ثنا محمد بن سليمان، عن ابن أبي ليلى، عن الشعبيّ، عن ابن مسعود، في قوله: ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: الأمن والصحة.

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا حفص، عن ابن أبي ليلى، عن الشعبيّ، عن عبد الله، مثله.

حدثني علي بن سعيد الكنديّ، قال: ثنا محمد بن مروان، عن ليث، عن مجاهد ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: الأمن والصحة.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو عاصم. قال: ثنا سفيان، قال: بلغني في قوله: ( لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: الأمن والصحة.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبد الله، قال: سمعت الشعبيّ يقول: النعيم المسئول عنه يوم القيامة: الأمن والصحة.

قال: ثنا مهران، عن خالد الزيات، عن ابن أبي ليلى، عن عامر الشعبيّ، عن ابن مسعود، مثله.

قال: ثنا مهران، عن سفيان ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: الأمن والصحة.

وقال آخرون: بل معنى ذلك: ثم لَيُسْئَلُنّ يومئذ عما أنعم الله به عليهم مما وهب لهم من السمع والبصر وصحة البدن.

* ذكر من قال ذلك.

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: النعيم: صحة الأبدان والأسماع والأبصار، قال: يسأل الله العباد فيم استعملوها، وهو أعلم بذلك منهم، وهو قوله: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا .

حدثني إسماعيل بن موسى الفَزاريُّ، قال: أخبرنا عمر بن شاكر، عن الحسن قال: كان يقول في قوله: ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: السمع والبصر، وصحة البدن.

وقال آخرون: هو العافية.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني عباد بن يعقوب، قال: ثنا نوح بن درّاج، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: العافية.

وقال آخرون: بل عُنِي بذلك: بعض ما يطعمه الإنسان، أو يشربه.

* ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن بشار، قال ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن بكير بن عتيق، قال: رأيت سعيد بن جُبَير أُبِيَ بشربة عسل، فشربها، وقال: هذا النعيم الذي تُسألون عنه.

حدثني عليّ بن سهل الرملي، قال: ثنا الحسن بن بلال، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن عَمَّار (2) بن أبي عمار، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: أتانا النبيّ صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمرُ رضي الله عنهما، فأطعمناهم رطبا، وسقيناهم ماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسألون عَنْهُ" .

حدثنا جابر بن الكرديّ، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: أتانا النبيّ صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه.

حدثني الحسن بن عليّ الصُدائي، قال: ثنا الوليد بن القاسم، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: بينما أبو بكر وعمر رضى الله عنهما جالسان، إذ جاء النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: " ما أجْلَسَكُما ها هُنا؟" قالا الجوع، قال: " وَالَّذِي بَعَثَنِي بالْحَقّ ما أخْرَجَنِي غَيرُهُ"، فانطلقوا حتى أتوا بيت رجل من الأنصار، فاستقبلتهم المرأة، فقال لها النبيّ صلى الله عليه وسلم: " أيْنَ فُلانُ؟" فقالت: ذهب يستعذب لنا ماء، فجاء صاحبهم يحمل قربته، فقال: مرحبا، ما زار العباد شيء أفضل من شيء زارني اليوم، فعلق قربته بكَرَب نخلة، وانطلق فجاءهم بعِذْق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا كُنْتَ اجْتَنَيْتَ؟" فقال: أحببت أن &; 24-584 &; تكونوا الذين تختارون على أعينكم، ثم أخذ الشفرة، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " إيَّاكَ والْحَلُوبَ"، فذبح لهم يومئذ، فأكلوا، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا يَوْمَ القِيامَةِ، أخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الجُوعُ، فَلَمْ تَرْجِعُوا حتى أصَبْتُمْ هَذَا، فَهَذَا مِنَ النَّعِيمِ" .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا يحيى بن أبي بكير، قال ثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن عبد الملك بن عُمَير، عن أبي سَلَمة، عن أبي هريرة، قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: " انْطَلِقُوا بِنا إلى أبي الهَيْثَم بنِ التَّيَّهانِ الأنْصَارِيّ"، فانطلق بهم إلى ظلّ حديقته، فبسط لهم بساطا، ثم انطلق إلى نخلة، فجاء بِقِنْوٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فَهَلا تَنَقَّيْتَ لَنا مِنْ رُطَبِهِ؟" فقال: أردت أن تَخَيَّرُوا من رطبه وبُسره، فأكلوا وشربول من الماء؛ فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " هَذَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيدهِ مِنَ النَّعِيمِ، الَّذِي أنْتُمْ فِيهِ مَسْئُولُونَ عَنْهُ يَوْمَ القِيامَةِ، هَذَا الظِّلُّ البارِدُ، والرُّطَبُ البارِدُ، عَلَيْهِ الماءُ البارِدُ" .

حدثني صالح بن مسمار المروزي، قال: ثنا آدم بن أبي إياس، قال: ثنا شيبان، قال: ثنا عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه، إلا أنه قال في حديثه: " ظِلٌّ بارِدٌ، ورُطَبٌ بارِدٌ، وَماءٌ بارِدٌ" .

حدثنا عليّ بن عيسى البزاز، قال: ثنا سعيد بن سليمان، عن حشرج بن نباتة، قال: ثنا أبو بصيرة عن أبي عسيب، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: مرّ النبيّ صلى الله عليه وسلم حتى دخل حائطا لبعض الأنصار، فقال لصاحب الحائط: " أطْعِمْنا بُسْرًا "، فجاء بعذق فوضعه، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم دعا بماء بارد فشرب، فقال: " لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا يَوْمَ القِيامَةِ"، فأخذ عمر العذق، فضرب به الأرض حتى تناثر البسر، ثم قال: يا رسول الله، إنا لمسئولون عن هذا؟ قال: " نَعَمْ، إلا مِنْ كِسْرَةٍ يُسَدُّ بِها جَوْعَةٌ، أوْ حُجْرٌ يُدْخَلُ فِيه مِنَ الحَرِّ والقَرِّ" .

حدثني سعيد بن عمرو السكونيّ، قال: ثنا بقية، عن حشرج بن نباتة، قال: حدثني أبو بصيرة، عن أبي عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: مرّ بي النبيّ صلى الله عليه وسلم، فدعاني وخرجت ومعه أبو بكر وعمر رضى الله عنهما ، فدخل حائطا لبعض الأنصار، فأُتِيَ بِبُسْرِ عِذْق منه، فوُضِع بين يديه، فأكل هو وأصحابه، ثم دعا بما بارد، فشرب، ثم قال: " لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا يَوْمَ القِيامَةِ"، فقال عمر: عن هذا يوم القيامة؟ فقال: " نَعَمْ، إلا مِنْ ثَلاثَةٍ: خِرْقَةٍ كَفَّ بِها عَوْرَتَهُ، أو كِسْرَةٍ سَدُّ بِها جَوْعَتَةُ، أوْ جُحْرٍ يَدْخُلُ فِيهِ مِنَ الحَرِّ والقَرّ" .

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلية، عن الجريريّ، عن أبي بصيرة، قال: أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وناس من أصحابه أكلة من خبز شعير لم يُنْخَل، بلحم سمين، ثم شربوا من جدول، فقال: " هذا كله من النعيم الذي تُسْأَلُونَ عنه يوم القيامة " .

حدثنا مجاهد بن موسى، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا محمد بن عمرو، عن صفوان بن سليم، عن محمد بن محمود بن لبيد، قال: " لما نـزلت (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ) فقرأها حتى بلغ: ( لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قالوا: يا رسول الله، عن أيّ النعيم نسأل ، وإنما هو الأسودان: الماء، والتمر، وسيوفنا على عواتقنا، والعدوّ حاضر! قال: " إن ذلكَ سَيَكُونُ" .

حدثني يعقوب بن إبراهيم والحسين بن عليّ الصدائي، قالا ثنا شبابة بن سوّار، قال: ثني عبد الله بن العلاء أبو رَزِين الشامي، قال: ثنا الضحاك بن عَرْزَم، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ أولَ ما يُسْأَلُ عَنْهُ العَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ النَّعِيمِ أنْ يُقَالَ لَهُ: ألَم نُصِحَّ لَك جِسْمَكَ، وَتُروَ مِنَ الماءِ البارِدِ" ؟.

حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن عُلَية، قال: ثنا ليث، عن مجاهد، قال: قال أبو معمر عبد الله بن سخبرة: ما أصبح أحد بالكوفة إلا ناعماً، إن أهونهم عيشا الذي يأكل خبز البرّ، ويشرب ماء الفرات، ويستظلّ من الظلّ، وذلك من النعيم.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن الحارث التميميّ، عن ثابت البناني، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: " النَّعِيم: المَسْئُولُ عَنْهُ يَوْمَ القِيامَةِ: كِسْرَةٌ تُقَوّيهِ، وَماءٌ يُرْوِيهِ، وَثَوْبٌ يُوَارِيهِ" .

قال: ثنا مهران، عن إسماعيل بن عياش، عن بشر بن عبد الله بن بشار، قال: سمعت بعض أهل يمن يقول: سمعت أبا أُمامة يقول: النعيم المسئول عنه يوم القيامة: خبز البرّ، والماء العذب.

قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن بكير بن عتيق العامري، قال: أُتِيَ سعيد بن جُبير بشَربة عسل، فقال: أما إن هذا النعيم الذي نسأل عنه يوم القيامة ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) .

حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن بكير بن عتيق، عن سعيد بن جُبير، أنه أتي بشربة عسل، فقال: هذا من النعيم الذي تُسألون عنه.

وقال آخرون: ذلك كلّ ما التذّه الإنسان في الدنيا من شيء.

* ذكر من قال ذلك:

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: عن كل شيء من لذّة الدنيا.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) إن الله عزّ وجل سائل كلّ عبد عما استودعه من نِعَمه وحقه.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال: إن الله تعالى ذكره سائل كلّ ذي نعمة فيما أنعم عليه.

وكان الحسن وقتادة يقولان: ثلاث لا يُسأَل عنهنّ ابن آدم، وما خلاهنّ فيه المسألة والحساب إلا ما شاء الله: كسوة يواري بها سوْأته، وكسرة يشدّ بها صلبه، وبيت يظله.

والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن الله أخبر أنه سائل هؤلاء القوم عن النعيم، ولم يخصص في خبره أنه سائلهم عن نوع من النعيم دون نوع، بل عمّ بالخبر في ذلك عن الجميع، فهو سائلهم كما قال عن جميع النعيم، لا عن بعض دون بعض.

آخر تفسير سورة ألهاكم

التدبر :

وقفة
[8] ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ لما اشتغل الكفار بالتكاثر بنعيم الدنيا ولذاتها عن طاعة الله وشكره، سألهم عن هذا النعيم يوم القيامة؛ ليبين لهم أن ما ظنوه سببًا لسعادتهم هو من أعظم أسباب شقائهم في الآخرة.
وقفة
[8] ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ أي عن الشكر على النعيم فيطالب العبد بأداء شكر الله على النعيم، فإن الله تعالى لا يعاقب على ما أباح، وإنما يعاقب على ترك مأمور وفعل محذور.
وقفة
[8] ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ عن كلِّ النِّعَمِ من الحواسِّ والطعامِ والصِّحةِ، هل قُمتم بشكرِها؟
وقفة
[8] ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ سؤال الكافر سؤال توبيخ لأنه ترك الشكر، وسؤال المؤمن سؤال تشريف لأنه شَكَر.
وقفة
[8] ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ قال الحسن البصري: «كانوا يَعُدّون النعيم: أن يتغدى الرجل ثم يتعشى»، ونحن لدينا كم وجبة؟
وقفة
‏[8] ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ ستسأل عن نعمة الفكر، وكيف شغلته، ستسأل عن نعمة البصر، وكيف أطلقته، ما أكثر النعم التي لم نعد لها جوابًا!
وقفة
[8] ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ أي: عن شكر النعيم؛ فيطالب العبد بأداء شكر نعمة الله على النعيم.
وقفة
[8] ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ يوم القيامة يُسْأل الناس عن النعيم الَّذي أنعم به الله عليهم في الدنيا.
وقفة
[8] ﴿ثُمَّ لَتُسأَلُنَّ يَومَئِذٍ عَنِ النَّعيمِ﴾ نعم، ستُسأل عن وقتك فيما أضعته، وعن مالك فيما أنفقته، وعن صحتك، وكل شئ مما تتنعم به الآن.
وقفة
[8] ﴿ثُمَّ لَتُسأَلُنَّ يَومَئِذٍ عَنِ النَّعيمِ﴾ ستُسأل عن ماذا أكلت؟ ومن أين جئت به؟ وستُسأل عن ماذا شربت؟ ومن أين جئت به؟ وستُسأل عن ماذا لبست؟ ومن أين جئت به؟ وغير ذلك مما صغر أو كبر طوال عمرك.
وقفة
[8] ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ قال ابن عباس: «النعيم صحة الأبدان والأسماع والأبصار، يسأل الله العباد فيم استعملوها؟».
اسقاط
[8] ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ كل نعيم نعيشه سنُسأل عنه يوم القيامة, ومن أيقن بوقوع السؤال فعليه إعداد الجواب.
وقفة
[8] ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ نتقلب في أنواع من النعيم، فكيف سيكون الجواب؟!
وقفة
[8] ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ قال تعالى في مواضع متعددة الإذن في المباحات كقوله تعالى: ﴿كلوا من الطيبات﴾ [المؤمنون: 51]، و﴿كلوا من ثمره﴾ [الأنعام: 141]، و﴿فانكحوا ما طاب لكم﴾ [النساء: 3]، ما فائدة السؤال عما أباحه؟ الجواب: أن المراد: لتسألن عن شكر النعيم، فحذف المضاف للعلم به؛ لأن الشكر واجب، أو أنهم يسألون عن نعيمهم من أين حصلوه وآثروه على طاعة الله تعالى.
وقفة
[8] من أجلَّ مقاصد القرآن تذكر هداياته في مواقف الحياة كما تذكر الرسول قوله: ﴿ثم لتسئلن يومئذٍ عن النعيم﴾.
وقفة
[8] المؤمن مطالب على الدوام بشكر الله على نعمه وأفضاله حتى يكون مستعدًا للسؤال ﴿ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم﴾.
وقفة
[8] يا من تتقلب في النعم، انتبه! ﴿لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾، هذا السؤال يعم الكافر والمؤمن، إلا أن سؤال المؤمن تبشير بأن يجمع له بين نعيم الدنيا ونعيم الآخرة؛ وسؤال الكافر تقريع أن قابل نعم الدنيا بالكفر والمعصية.

الإعراب :

  • ﴿ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ:
  • حرف عطف. لتسألن: تعرب اعراب «لترون» في الآية الكريمة السادسة. الا ان الفعل هنا مبني للمجهول وواو الجماعة المحذوفة في محل رفع نائب فاعل.
  • ﴿ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ:
  • سبق اعرابها في الآية الكريمة الحادية عشرة من سورة «العاديات». عن النعيم: جار ومجرور متعلق بتسألن وكسرت نون «عن» لالتقاء الساكنين.

المتشابهات :

لم يذكر المصنف هنا شيء

أسباب النزول :

لم يذكر المصنف هنا شيء

الترابط والتناسب :

مُناسبة الآية [8] لما قبلها :     وبعد أن كرَّر الوعيد والتَّهديد؛ شَدَّد عليهم، وزادَ في تأنيبهم، قال تعالى:
﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ

القراءات :

جاري إعداد الملف الصوتي

لم يذكر المصنف هنا شيء

فهرس المصحف

البحث بالسورة

البحث بالصفحة

البحث في المصحف